الألعاب الإلكترونية تحت مجهر الدراسات.. متى تؤثّر على صحتنا النفسية؟
يقضي كثيرون أغلب وقتهم في ممارسة الرياضات والألعاب الإلكترونية مما يتسبب في استنزاف جهدهم وطاقتهم، ما وضع الصحة النفسية للاعبين المحترفين بالألعاب والرياضات الإلكترونية، تحت مجهر البحث والدراسات.
فقد أكّد العلم أن هؤلاء يعانون من مشكلات في النوم، والإرهاق، الرهاب الاجتماعي، فضلًا عن أن سلامتهم الصحية هي من أهم العوامل التي تؤثّر بهم.
اللعب والعادات الصحية
فقد أجريت دراسة استطلاعية بتكليفٍ من مركز الأبحاث الروسي "كاسبرسكي"، وبيّنت أن اللاعبين المحترفين يتعاملون مع صحتهم بمسؤوليةٍ أكبر ويهتمون في الغالب بالعادات الصحية.
إذ يهتم 26% من المحترفين بالألعاب والرياضات الإلكترونية بالحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، ويحرص 35% منهم على أن يكونوا مستعدين ذهنيًا.
بينما قال 26% من اللاعبين، إنهم يأخذون وقتًا من الراحة لتحريك أجسامهم حينما يمكنهم ذلك.
الألعاب الإلكترونية والصحة النفسية
وتقاطعت هذه الدراسة مع أخرى أجرتها جامعة وينشستر بشأن التنبؤ باضطراب الصحة النفسية، في أوساط اللاعبين الممارسين للرياضات الإلكترونية.
فبين العلماء أن اللاعبين يعانون بالفعل من مشكلات في النوم، والإرهاق، والرهاب الاجتماعي.
تجنب المخاطر غير المحسوبة
في المقابل، توصي دراسات منفصلة بتدابير منوعة للحفاظ على المستوى العالي من أداء اللاعبين المحترفين، ومنها: استخدام الحلول الأمنية الإلكترونية لحماية الجهاز من أي تهديد أو تصيّد أو احتيال، والحرص على شراء الألعاب من المواقع الرسمية، وتجنب شراء أي لعبة جديدة بمجرد طرحها.
وإذا تبيّن أن هناك عرضًا لا يصدق، فيجب على اللاعبين التفكير بأنه من المرجح أن يكون ذلك مجرّد خدعة ومحاولة احتيال.
فهذه الإجراءات، ربما تخفف من شعور اللاعبين بالقلق والتوتر، وقد تساعدهم على ممارسة هواياتهم بعيدًا عن المخاطر غير المحسوبة.
هل يجب أن نخاف من الألعاب الإلكترونية؟
بدوره، يتحدث محمد العنزي الأخصائي بعلم النفس عن إدمان الألعاب الإلكترونية، فيشرح أن الإدمان لا يعني أن يكون المستخدم يلعب ألعاب الفيديو بشكل يومي، بل هي ترتبط بكل من يجد نفسه لا يستطيع الانفكاك عن هذا السلوك.
فيقول من استديو "العربي": "إذا شعر المدمن بنفسه أنه ابتعد عن هذا السلوك، فهو وكأنه ابتعد عن أمر مهم كثيرًا مثل الماء".
ولا يعتقد الأخصائي بعلم النفس أن الألعاب الإلكترونية تنطوي على مخاطر كبيرة كما يحاول البعض رسمها، فعلى حدّ قوله، "دائمًا ما يثار على الأشياء الجديدة نظريات. هناك دائمًا أشياء سلبية وأخرى إيجابية"، والحال هي نفسها فيما يتعلق بألعاب الفيديو.
وعليه، يلفت العنزي إلى أهمية خلق توازن، عبر تسيير الألعاب الإلكترونية شأنها شأن ظروف الحياة المختلفة، لا بل الاستفادة من شقها الإيجابي، فيستند في هذا الإطار على إحدى الدراسات التي أوضحت أن الألعاب الإلكترونية تقلل من تأثير الخرف والزهايمر على كبار السنّ.