الأربعاء 20 نوفمبر / November 2024

الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية.. ما علاقته بطيف التوحد لدى الأطفال؟

الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية.. ما علاقته بطيف التوحد لدى الأطفال؟

شارك القصة

نافذة في "شبابيك" تضيء على العلاقة بين الأجهزة الذكية بالتصرفات الشبيهة بطيف التوحد لدى الأطفال (الصورة: غيتي/ تعبيرية)
أثبتت دراسة علمية حديثة أن من بين كل خمسة أطفال في سن نصف السنة حتى سنتين، هناك أربعة أطفال يستخدمون الأجهزة الذكية لمدة ساعتين يوميًا بالمعدل.

يلجأ بعض الأهالي لإشغال الطفل والتقليل من حركاته، إلى إعطائه هاتفهم الجوال، ليجلس لساعات مبهورًا بالألوان والصور المتحركة والأصوات، حتى إن بعض الأطفال صاروا على الرغم من صغر سنهم يعرفون كيف يدخلون إلى صفحاتهم المفضلة.

وقد يؤدي هذا السلوك لإدمان الطفل على الأجهزة الذكية وانغماسه في العالم الافتراضي البعيد كلّ البعد عن العالم الحقيقي.

وأثبتت دراسة علمية حديثة أن من بين كل خمسة أطفال في سن نصف السنة حتى سنتين، هناك أربعة أطفال يستخدمون الأجهزة الذكية لمدة ساعتين يوميًا بالمعدل.

ومع زيادة نسبة الأطفال الذين يستخدمون الأجهزة الذكية، ظهر ارتفاع في تشخيص نسب المصابين منهم بالتوحد بالتوازي مع دراسات عديدة ربطت بين تعرض الأطفال المكثف للشاشات وتضاعف الاضطرابات لديهم.

أضرار العالم الافتراضي

وخلصت دراسة أميركية قامت بها جامعة سانشاين إلى ظهور أعراض مثل ضعف القدرة على قراءة المشاعر وتكوين الصداقات عند الأطفال والمراهقين مرتبطة بالاستخدام المتزايد للعالم الافتراضي في وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما سمّاه المتخصصون بالتوحد الافتراضي.

وانتهت الدراسات إلى أن الاستخدام المفرط للأجهزة اللوحية والهواتف الذكية قد يعتبر عاملًا مساعدًا لإظهار أنماط سلوكية قد تتشابه مع نمط السلوكيات التوحدية، ولكنه لايمثل سببًا مباشرًا لظهور الأعراض اللازمة لتشخيص اضطراب طيف التوحد.

وفي المقابل، كان للتقليل من استخدام الأجهزة الإلكترونية بأنواعها المختلفة تأثير إيجابي على الأطفال التي تمثلت في تقدم مهارات التواصل الاجتماعي والتفاعل مع من حولهم بشكل أفضل.

وفي هذا السياق، تقول المستشارة في التوحد والتعليم الخاص هالة النعيمي: إن التوحد الإلكتروني هو ارتباط الأطفال مع وسائل التواصل والألعاب الإلكترونية بكافة الأجهزة المساعدة على ذلك وتدخلهم في ذلك العالم.

وتوضح النعيمي في حديث إلى "العربي" من الدوحة، أن اضطراب طيف التوحد هو اضطراب نمائي عصبي يؤثر خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل وتظهر عبر سلوكياته من خلال تواصله الاجتماعي والبصري والسمعي. 

وتشير إلى أن أسباب طيف التوحد متعددة ومنها الجينية والبيئية، لافتة إلى أن الألعاب الإلكترونية تلعب دورًا في مساعدة الطفل على الانفصال عن الواقع وامتلاكه لعالمه الخاص ولكنها ليست السبب الوحيد.

وتؤكد المستشارة في التوحد أن على الأسرة لعب دور كبير في إبعاد أطفالهم عن هذا الإدمان وذلك عبر الجلوس معهم والاستماع لمشاكلهم وتحديد وقت خاص لهم.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close