قد يكون شائعًا أن شرب 8 أكواب من الماء يوميًا هو المقياس الضروري للكمية الكافية منه بهدف الحفاظ على الصحة، إلا أنه لا توجد أي مراجع طبية توصي بهذه الكمية تحديدًا، بحيث أن لكل شخص احتياجات مختلفة.
بل حتى أن الأطباء والمختصين يحذرون من الإفراط في شرب الماء، بسبب مخاطر الإصابة بالتسمم المائي ونقص صوديوم الدم ما قد قد يؤدي إلى الوفاة.
ويستطيع جسم الإنسان الحصول على كمية كافية من السوائل ليس من الماء حصرًا، بحيث توجد أيضًا في الأغذية، والخضار، والفاكهة، والحساء، والعصير، والشاي، والقهوة، والحليب.
الإفراط بشرب الماء
ويساعد الماء الجسم في الحفاظ على درجة حرارة طبيعية، ومرونة المفاصل، وحماية الحبل الشوكي والأنسجة الحساسة الأخرى، والتخلّص من الفضلات. لكن في المقابل وبحسب موقع "ويب ميد"، فإن شرب كثيرٍ من الماء قد يؤدي إلى التسمم أو اضطراب وظائف المخّ جراء حصول انتفاخٍ في الخلايا، يرافقه دوارٌ وصداع.
كما قد يؤدي إلى ارتفاعٍ في ضغط الدم، والتأثير على مادة الصوديوم ما قد يؤدي إلى نوبات صرعٍ أو الدخول في غيبوبة في بعض الحالات.
ويرى الخبراء أن شرب الماء يعتمد على جنس الإنسان، ووزنه، وعمره، في ظل الاعتماد على مراجع طبية للوقوف على الحالة الصحية عامةً من خلال الفحوص الدورية.
قاعدة شرب الماء حسب الوزن
ومتابعة لهذا الموضوع، تشرح مختصة التغذية العلاجية والحميات ربى العباسي، أنه لا يوجد قاعدة واحدة لشرب الماء في جميع الفصول والأوقات والظروف، ولا سيما وأن كل شخص له احتياجاته الخاصة التي تختلف عن الآخر، حتى الشخص نفسه قد تختلف احتياجاته من وقت لآخر.
وتقول العباسي في حديث إلى "العربي" من عمان: "هناك قاعدة عامة نستخدمها ونقوم بتعديلها أحيانًا، وهي ضرب وزن الجسم بـ 30، فعلى سبيل المثال امرأة وزنها 60 كيلوغرام نضرب هذا الرقم بـ30، فتكون النتيجة 1800، أي يحتاج جسمها لـ1.8 ليتر من الماء".
رغم ذلك، إذا كانت هذه السيدة تعيش في مناطق حارّة فلا بد أن تزداد كمية شرب الماء نصف ليتر إضافي على الأقل، في حين إذا كانت بمناطق باردة قد تحتاج إلى كميات أقل، وإذا كانت بمرحلة الحمل أو الرضاعة فستحتاج إلى كمية أكبر، وفق مختصة التغذية العلاجية والحميات.
ولا تقتصر العوامل التي تحدد احتياجات الجسم لشرب الماء على ذلك فحسب، بل تختلف حتى إذا كانت طبيعة عمل الفرد مكتبية أو ميدانية، أو إصابة الشخص بحمى أو مرض وغيرها.
وتضيف العباسي في حديث مع "العربي"، أن القاعدة تختلف حتى بين أثنى وأخرى ومن ذكر إلى آخر، وبحسب الكتلة العضلية وبنية الجسم وممارسته للنشاطات المختلفة.
عمل الجهاز الكلوي
وعن الإكثار من شرب الماء، تلفت العباسي إلى أن لكل جسم قدرته المحدودة على التخلص من السوائل من طريق الجهاز الكلوي، فهذه القدرة غير مفتوحة، أي في حال الإفراط بشرب الماء فلن تستطيع الكلى التخلص من الكمية الزائدة بطريقة مباشرة وسليمة.
أي أن ذلك سيؤدي إلى احتباس الماء بين أنسجة الجسم، ما يؤثّر على التوازن بين حركة الأملاح والمعادن وأهمها ملح الصوديوم، فالعبء الكلوي الذي سيسببه الإفراط بشرب الماء سيحمل الخلايا أعباء إضافية ينتج عنها انتفاخ بهذه الخلايا، ما قد يؤدي بدوره إلى الصداع والشعور بالإرهاق والغثيان، وغيرها من الأعراض.