خلال العام الحالي، شهدت أكثر من 26 دولة تفشيّا لمرض الكوليرا، كان آخرها سوريا ولبنان، الذي يكافح للحد من انتشار الفيروس في أرجاء محافظاته وسط أزمة اقتصادية كبيرة تحدّ من قدراته.
ويرتفع خطر الإصابة بالكوليرا، في حالات الفقر، والحرب، والكوارث الطبيعية، وفي مخيمات اللجوء، والأماكن المزدحمة التي تفتقر إلى وجود مرافق الصرف الصحي المناسبة.
ما هي الكوليرا؟
تعرّف منظمة الصحة العالمية الكوليرا بأنه "عدوى إسهالية حادة، تتسبّب فيها بكتيريا الضَّمَّة الكوليرية (O1) و(O139).
وتقدّر المنظمة أن العالم يسجّل ما بين 1.3 و4 ملايين إصابة بالكوليرا سنويًا، وما بين 100 ألف إلى 120 ألف حالة وفاة.
وتُشير المنظمة إلى أن فترة الحضانة القصيرة (التي تتراوح من ساعتين إلى 5 أيام) تزيد من قابلية تفشّي المرض.
وتُعدّ الكوليرا من أشدّ الأمراض فتكًا، إذ إنه على الرغم من أن ثلاثة أرباع المرضى لا تظهر عليهم أي أعراض في أثناء العدوى، التي تستغرق من 7 أيام إلى 14 يومًا، فإنها قد تسبب الوفاة في غضون ساعات إذا تُركت من دون علاج، لا سيما بالنسبة للذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي.
أسباب الإصابة بالكوليرا
تُشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة أنه يُمكن للإنسان أن يُصاب بالكوليرا إذا:
- شرب الماء الملوّث.
- تناول طعامًا ملوّثًا ببكتيريا الكوليرا.
- غسل الأسنان بمياه ملوّثة.
- غسل الخضراوات بمياه ملوّثة.
في حالة الوباء، يكون مصدر التلوّث عادة براز الشخص المصاب الذي يلوّث الماء أو الطعام، ولذلك، يُمكن أن ينتشر المرض بسرعة في المناطق التي تُعاني من نقص في معالجة مياه الصرف الصحي ومياه الشرب.
لا تنتشر العدوى مباشرة من شخص إلى آخر، لذلك، فإن التواصل مع شخص مصاب ليس عامل خطر للإصابة بالمرض.
ما عوارض الإصابة؟
يمكن أن تشمل أعراض الإصابة بالكوليرا ما يلي:
- الإسهال القوي، حيث يفقد الشخص ما يصل إلى نحو لتر من سوائل الجسم في الساعة. ويتحوّل الإسهال إلى اللون الأبيض على غرار لون الماء الذي يُغسل فيه الرز.
- القيء في المراحل الأولى للإصابة.
- جفاف الجسم، الذي يحدث في غضون ساعات من ظهور أعراض الكوليرا، ويفقد الإنسان نتيجته 10% أو أكثر من وزنه.
وذكر موقع "مايو كلينك" أن الجفاف الشديد هو حالة طبية طارئة تتطلب رعاية فورية، لذلك نصحت باستشارة الطبيب فورًا في حال الشعور بهذه الأعراض.
من الفئة المعرّضة للإصابة أكثر؟
- المصابون بالأمراض المزمنة كالسرطان أو السكري أو فيروس نقص المناعة.
- الشخص الذي أجرى عملية جراحية لمعدته.
- الشخص الذي يتناول أدوية لتخفيض معدّل الأسيد في معدته.
- الطاقم الطبي.
- الأشخاص المسافرون إلى الأماكن التي تكثر فيها العدوى.
- الأشخاص ذوو فصيلة الدم O، هم أكثر عرضة للإصابة بالكوليرا بمقدار الضعف مقارنة بالأشخاص الذين لديهم فصائل دم أخرى، وفقًا لموقع "مايو كلينك" الطبي.
مناشدات لإزالة أكوام القمامة وإنشاء منظومة صرف صحي بعد تفشي #الكوليرا داخل مخيمات النازحين السوريين#العربي_اليوم #سوريا تقرير: قحطان مصطفى pic.twitter.com/EyjnSGwkex
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 23, 2022
ما سبل الوقاية من الكوليرا؟
تقدّم مراكز السيطرة على الأمراض الإرشادات التالية للوقاية من الكوليرا:
- تجنّب مياه الصنبور، ومكعبات الثلج، وشرب المياه المعبأة أو المغلية أو المعالجة كيميائيًا.
- استخدم المياه المعبأة لتنظيف الأسنان، وغسل الطعام، والطهي.
- فرك اليدين بالماء والصابون لمدة 15 ثانية على الأقل قبل غسلهما، وخاصّة بعد استخدام المرحاض، وقبل وخلال وبعد تحضير الطعام، وقبل وبعد تناول الطعام، وبعد مساعدة أي شخص مصاب بالإسهال.
- في حالة عدم توفر الماء والصابون، استخدم معقم اليدين المعتمد على الكحول.
- تناول طعامًا مطبوخًا وساخنًا تمامًا.
- تجنّب طعام الباعة المتجوّلين.
- تجنّب السوشي، والأسماك والمأكولات البحرية النيئة أو المطبوخة بشكل غير صحيح.
- تناول الفاكهة والخضروات التي يمكنك تقشيرها، مثل الموز والبرتقال والأفوكادو.
- الابتعاد عن السلطات والفواكه التي لا يمكن تقشيرها مثل العنب والتوت.
وفيما خص العلاجات والوقاية، فإن لقاح الكوليرا عبارة عن جرعة سائلة تؤخذ عن طريق الفم.
ووافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على لقاح (Vaxchora)، للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و 64 عامًا، والذين يسافرون إلى منطقة انتقال الكوليرا النشطة.
كما وافقت منظمة الصحة على ثلاثة لقاحات أخرى عن طريق الفم، وهي: (Dukoral)، و(ShanChol)، و(Euvichol-Plus/Euvichol).