فرَّق جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الأحد، عشرات الفلسطينيين خلال احتجاجهم ضد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لمستوطنة جنوبي الضفة الغربية، وفق مسؤول محلي.
وقال شاهد للأناضول: إن جيش الاحتلال أعلن منطقة "سوسيا"، إلى الشرق من بلدية يطا جنوبي الخليل، منطقة عسكرية مغلقة، ونصب حواجز على مداخلها، ومنع وصول النشطاء الفلسطينيين إليها.
وتأتي زيارة نتنياهو لمستوطنة "سوسيا"، المقامة على أراضي قرية فلسطينية تحمل الاسم ذاته، بهدف المشاركة في افتتاح موقع استيطاني أثري.
وأضاف الشاهد أن عشرات الفلسطينيين تجمعوا قرب مكان حفل الافتتاح، فاستخدم جيش الاحتلال قنابل الصوت لتفريقهم.
وعبر نضال يونس، رئيس مجلس قروي "مسافر يطا" عن رفضه القاطع للزيارة. وأشار إلى أن إسرائيل تضرب بكل القوانين والمواثيق الدولية عرض الحائط.
واتهم نتنياهو برعاية مجموعة من المستوطنين الذين يشكلون عصابة لسرقة كل شيء، ودعا كل الأحرار لرفض هذه السياسة.
وقال عيسى عمرو، الناشط ضد الاستيطان: إن جيش الاحتلال أصدر أمرًا عسكريًا أعلن بموجبه "المنطقة التي سيقتحمها نتنياهو" منطقة عسكرية مغلقة من الساعة السابعة من صباح اليوم وحتى الساعة السابعة من صباح غد الإثنين.
Israeli occupation declared Susya as a close military zone, they prevented us from reaching the viligae to protest against @netanyahu who is planning to participate in the ceremony to upgrade Susya heritage sight for the illegal settlers. pic.twitter.com/e3JXnn7AeJ
— Issa Amro عيسى عمرو 🇵🇸 (@Issaamro) March 14, 2021
وأكد عمرو أنهم حاولوا الوصول إلى المكان لكن الجيش الإسرائيلي منعهم. واعتبر الناشط أن الهدف من الزيارة هو إرضاء المستوطنين، "حيث بات الفلسطيني وأرضه مادة للدعاية الانتخابية لنتنياهو".
وتأتي الزيارة قبل 9 أيام من انتخابات برلمانية إسرائيلية، في 23 مارس/ آذار الجاري.
تزوير التاريخ الفلسطيني
وأوضح عمرو أن الموقع المستهدف بالزيارة هو موقع أثري فلسطيني وضع الاحتلال اليد عليه قبل سنوات. ولفت إلى أنه بات يخضع لسلطة السياحة الإسرائيلية التي تشرف عليه عنوة في محاولة للعبث بتاريخه وهويته الفلسطينية.
بدوره، اعتبر وليد عساف، رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، زيارة نتنياهو محاولة لفرض وقائع مخالفة للتاريخ. وقال: إن سوسيا قرية فلسطينية معروفة.
وأشار إلى أن الإسرائيليين يحاولون سرقة الآثار الفلسطينية والتاريخ الفلسطيني وتزويره، على أساس أنه تاريخ يهودي أو إسرائيلي، "وهذا غير صحيح".
وأكد عسّاف وجود وثائق تثبت ملكية الفلسطينيين للأرض. وتابع: "مع ذلك يمعن الاحتلال في محاولة سرقة التاريخ الفلسطيني، وفرض هيمنته عليه".
وتفيد تقديرات إسرائيلية وفلسطينية بوجود نحو 650 ألف مستوطن إسرائيلي في مستوطنات الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة. ويسكن هؤلاء في 164 مستوطنة، و124 بؤرة استيطانية.