نفذ الجيش الإسرائيلي في ساعات الفجر الأولى من اليوم الجمعة هجمات على مواقع في لبنان بعد قليل من غارات مماثلة استهدفت قطاع غزة، بينما تجددت الاعتداءات الإسرائيلية بحق المصلين في المسجد الأقصى المبارك.
وقال جيش الاحتلال في بيان إنه هاجم "أهدافًا للبنية التحتية وأهدافًا لحماس في جنوب لبنان"، مضيفًا أنه لن يسمح للحركة بالعمل انطلاقًا من لبنان، ومعتبرًا دولة لبنان مسؤولة عن كل النيران التي يتم إطلاقها من أراضيها.
الهجوم على غزة
يأتي ذلك بالتزامن مع شن طائرات حربية إسرائيلية غارات جديدة على أهداف في قطاع غزة، أطلقت الفصائل الفلسطينية على إثرها رشقات صاروخية على مستوطنات غلاف القطاع.
كما قصفت طائرات الاحتلال هدفًا فلسطينيًا جنوبي مدينة غزة، وهدفين آخرين وسط القطاع وجنوبه.
وجددت فصائل المقاومة الفلسطينية تصديها للطائرات التي تحلق في سماء القطاع بإطلاق صواريخ أرض-جو باتجاهها.
طائرات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف موقع القادسية غرب خانيونس جنوب قطاع #غزة#فلسطين تجدون المزيد عبر قناة التلفزيون العربي على تيلغرام: https://t.co/E48zz7Eirr pic.twitter.com/JQBaSVwKOB
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 7, 2023
من جهته، زعم الجيش الإسرائيلي صباح الجمعة أنه "قصف 4 مواقع لإنتاج الأسلحة تابعة لحماس"، إضافة إلى نفق للحركة بقطاع غزة.
واعتبر جيش الاحتلال أن هذا الهجوم "يشكل ضررًا على قدرة حماس على تقوية وتسليح نفسها"، حسب قوله.
وحمّل الجيش الحركة "مسؤولية ما حدث"، وقال إنها "هي التي ستدفع ثمن الانتهاكات الأمنية ضد دولة إسرائيل"، وفق نص البيان.
أضرار بمستشفى الدرة للأطفال
بدورها، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية، فجر الجمعة، بأن أضرارًا لحقت بمستشفى للأطفال شرق مدينة غزة جرّاء قصف إسرائيلي طال المنطقة المحيطة، دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.
وأردفت الوزارة: "نستنكر القصف الذي ألحق أضرارًا بمستشفى الدرة للأطفال شرق مدينة غزة".
وأضافت أن "القصف تسبب بحالة من الإرباك والخوف بين الكادر الطبي والمرضى والأطفال ومرافقيهم".
وعدّت الوزارة هذا القصف "انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف التي تنص على حماية المؤسسات الصحية وتحييدها من الاستهدافات العسكرية".
تجدد الاعتداءات في المسجد الأقصى
في غضون ذلك، اعتدت شرطة الاحتلال، على عشرات الفلسطينيين، الذين حاولوا دخول المسجد الأقصى، لأداء صلاة فجر يوم الجمعة الثالثة من شهر رمضان المبارك.
وأفاد مراسل "العربي" من القدس المحتلة، بأن المشاركين في الوقفة، التي نظمت في الأقصى بعد الانتهاء من صلاة الفجر، أكدوا خلالها على دفاعهم عن المسجد، ورفضهم وتهديدهم بالإجراءات الإسرائيلية التي نفذت وتنفذ بحق الأقصى.
وأضاف أنه تم اعتقال ما لا يقل عن ثلاثة فلسطينيين أثناء خروج المصلين من المسجد، حيث اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلية على اثنين منهم واحد في باب الأسباط، والثاني تم الاعتداء عليه عند باب حطة أحد أبواب المسجد الأقصى، مشيرًا إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي كانت قد قمعت المصلين قبيل صلاة الفجر واعتدت عليهم بالهراوات.
وتابع أن قوات الاحتلال كانت أعاقت أيضًا دخول المصلين قبل أن تتراجع عن ذلك، وتفتح الأبواب أمام دخول المصلين دون تقييدات، أو دون فرض قيود على الشبان أو تحديد لأعمار المصلين.
قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتدي على الفلسطينيين بالضرب أثناء توجههم لأداء صلاة الفجر بـ #المسجد_الأقصى #فلسطين pic.twitter.com/GI3rlQxBv9
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 7, 2023
بدورها، حمّلت حركة حماس، إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تداعيات اعتداء الشرطة على المصلين في المسجد الأقصى.
وقال عضو المكتب السياسي في الحركة، عزت الرشق، في بيان: "إن هذا الاعتداء يعد إمعانًا في جرائم الاحتلال وتصعيدًا خطيرًا والشعب سيواصل احتشاده في الأقصى والدفاع عنه".
غارات على غزة
وفي وقت سابق من ليلة الخميس/ الجمعة، شنت مقاتلات حربية إسرائيلية بالتزامن مع اجتماع طارئ للمجلس الوزاري الأمني "الكابينت" سلسلة غارات على عدد من الأهداف في قطاع غزة، دون الإعلان عن وقوع إصابات.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه استهدف نفقين لحركة "حماس" في خان يونس (جنوب) وبيت حانون (شمال)، وموقعين لتصنيع وسائل قتالية في شمال ووسط قطاع غزة، حسب زعمه.
وردت الفصائل الفلسطينية، بإطلاق رشقات من الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع، فيما فتحت السلطات الإسرائيلية الملاجئ في مستوطنات وبلدات جنوب وشمال ووسط البلاد، بما في ذلك في محيط تل أبيب.
وعقب انتهاء اجتماع "الكابينت"، قال بيان لمكتب نتنياهو إنه "جرى اتخاذ سلسلة من القرارات، استندت جميعها إلى توصيات الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية، ردًا على إطلاق الصواريخ على مواطني إسرائيل في كل من الشمال (من لبنان) والجنوب (من قطاع غزة)".
ونقل البيان عن نتنياهو قوله: "رد إسرائيل الليلة وما بعدها سيكلف ثمنًا باهظًا".
فيما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في ختام اجتماع الكابينت: "الجيش الإسرائيلي على درجة عالية من الاستعداد في جميع القطاعات لمواجهة الاحتمالات المختلفة".
وأضاف في تغريدة بحسابه على تويتر: "نعرف كيف نتصرف ضد أي تهديد"، حسب قوله.
والخميس، تجدد إطلاق 3 صواريخ من الأراضي اللبنانية تجاه إسرائيل للمرة الثانية، بعد 34 صاروخًا أعلن الجيش الإسرائيلي أنها أطلقت من لبنان تجاه الجليل الغربي.
وبينما لم تتبن أي جهة لبنانية المسؤولية، ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية بأن التقديرات تشير إلى أن إطلاق الصواريخ جاء ردًا على الأحداث الأخيرة في المسجد الأقصى.
وحمل المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، الحكومة اللبنانية وحركة حماس، مسؤولية إطلاق صواريخ من لبنان، وقال إنه يفحص أيضًا إمكانية تورط إيران في هذا الحادث.
وفي غزة، قالت إسرائيل إنها رصدت، الأربعاء والخميس، إطلاق 9 قذائف صاروخية من القطاع، نحو منطقة غلاف غزة جنوبي البلاد، سقط معظمها في مناطق مفتوحة، دون أن تؤدي إلى إصابات أو أضرار.
وعلى مدى ليلتين، اقتحمت الشرطة الإسرائيلية المصلى القبلي بالمسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية المحتلة، واعتدت على المصلين والمرابطين بالضرب واعتقلت مئات منهم.