الإثنين 2 Sep / September 2024

الاغتيالات الإسرائيلية لقادة إيرانيين في سوريا.. كيف تؤثر على طهران؟

الاغتيالات الإسرائيلية لقادة إيرانيين في سوريا.. كيف تؤثر على طهران؟

شارك القصة

جنازة رضي موسوي
قُتل القيادي الإيراني في فيلق القدس رضي موسوي في العاصمة السورية دمشق في السادس والعشرين من الشهر الماضي- رويترز
أعادت العملية الأخيرة التي استهدفت قادة في الحرس الثوري إلى الأذهان مسألة الاختراق الأمني للوجود الإيراني على الأراضي السورية.

شهدت سوريا خلال العقد الأخير غارات عسكرية إسرائيلية كثيرة ضد أهداف إيرانية قرّبت من المواجهة المباشرة بينهما في بعضها.

وقدرت تقارير إعلامية مقتل 20 مستشارًا عسكريًا إيرانيًا على الأقل خلال غارات شنتها إسرائيل على سوريا في العقد الأخير.

وكانت ذروة الصراع الإيراني الإسرائيلي على الأراضي السورية قد حدثت إبان انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من الاتفاق النووي في مايو/ أيار عام 2018، حين قصفت إيران أهدافًا إسرائيلية في الجولان المحتل لترد إسرائيل بقصف ما قالت إنه تجمعات لـ"فيلق القدس" في سوريا.

وأواخر العام الماضي وخلال شهر واحد فقط، شنت إسرائيل غارتين جويتين، واستهدف القصف الصاروخي منطقة السيدة زينب في ضواحي دمشق.

وأعلنت حينها وسائل إعلام رسمية إيرانية مقتل اثنين من أعضاء الحرس الثوري الإيراني كانا يعملان كمستشارين عسكريين في سوريا جراء قصف صاروخي في أول خسائر بشرية إيرانية على الأراضي السورية منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

مئات الغارات الإسرائيلية على سوريا

وبعد أسابيع قليلة وتحديدًا في السادس والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول الماضي نفذت تل أبيب ضربتها الجوية  الثانية، قُتل خلالها القيادي بـ"فيلق القدس" رضي موسوي جراء قصف صاروخي استهدف منزله في منطقة السيدة زينب بالعاصمة دمشق.

ويُعد موسوي من أهم القادة المقربين من قائد "فيلق القدس" قاسم سيلماني الذي اغتالته أميركا عام 2020، وأحد أقدم قيادات الحرس الثوري الإيراني النشطة في منطقة بلاد الشام. وتوعدت إيران بالانتقام لاغتيال موسوي في الزمان والمكان المناسبين.

وخلال السبت الماضي، استهدفت غارة إسرائيلية مبنى في دمشق كان يستضيف "اجتماع قيادات مقربة من إيران"، وقتل خلالها خمسة مستشارين عسكريين من الحرس الثوري الإيراني بينهم مسؤول في الاستخبارات الإيرانية.

وأعادت العملية الأخيرة إلى الأذهان مسألة الاختراق الأمني للوجود الإيراني على الأراضي السورية، إذ سبق أن شنت إسرائيل خلال العقد الماضي مئات الغارات الجوية على أهداف إيرانية في سوريا، إلى جانب اغتيالات لعلماء إيرانيين وعمليات وصفت بـ"التخريبية" استهدفت منشآتها النووية والعسكرية داخل إيران.

اختراقات واسعة

وفي هذا السياق، أكد الباحث في الدراسات الأمنية في معهد الدوحة للدراسات العليا، مهند سلوم، أن الرقم الذي أعلنته طهران بشأن مقتل عشرين من قادتها يعتبر رقمًا كبيرًا للغاية، لا سيما إذا كانت هذه الشخصيات هي قيادات أمنية وتتمتع بحس أمني وتخضع لإجراءات أمنية وحماية من أجهزة الاستخبارات الإيرانية.

وأوضح سلوم في حديثه لـ "العربي" من الدوحة أن هذا يلقي الضوء على اختراق استخباراتي كبير في صفوف إيران من عدة جوانب، حيث يأتي الأول من خلال الاختراق الأمني الموجود في سوريا، والثاني من جهة إيران نفسها التي تعرضت لضربات في مناطق متعددة.

وأشار سلوم إلى أن هذه الاختراقات تشمل مستويات مختلفة، سواء من شخصيات داخل النظام الإيراني والتي تكون قريبة من صانع القرار أو من خلال الضغط على النظام في مناطق متعددة

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close