الأحد 17 نوفمبر / November 2024

الانتخابات الفرنسية.. لمَن تميل خارطة التحالفات في الدورة الثانية؟

الانتخابات الفرنسية.. لمَن تميل خارطة التحالفات في الدورة الثانية؟

شارك القصة

ناقشت حلقة "للخبر بقية" دلالات نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي تصدرها ماكرون (الصورة: غيتي)
لا تبدو خارطة التحالفات في الجولة المقبلة من الانتخابات الرئاسية الفرنسية واضحة المعالم حتى الساعة، في ظل كلام عن حظوظ متقاربة للفوز بين إيمانويل ماكرون ومارين لوبن.

انحسر غبار معركة الدورة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية بعد فوز مرشح حزب "فرنسا إلى الأمام" الرئيس إيمانويل ماكرون بالمركز الأول، تليه مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن.

غير أن خارطة التحالفات في الجولة المقبلة من هذه الانتخابات لا تبدو واضحة المعالم حتى الساعة، مع رفض صاحب المركز الثالث مرشح اليسار جون لوك ميلونشون زعيم حزب فرنسا الأبية تقديم أي توصيات لناخبيه للتصويت سواء لماكرون أو لوبن. لكنه قال إنه لا يجب منح أي صوت لمارين لوبن.

هذه الانتخابات أعلنت بحسب الكثيرين نهاية أحزاب اليسار واليمين التقليدي حيث كان الأخير أكبر الخاسرين بنسبة أصوات لم تتجاوز 5%.

وبانتظار الجولة الثانية المرتقبة من هذه الانتخابات، تشغل خارطة التحالفات الجميع. 

فالمرشح اليميني المتطرف إريك زمور يدعم لوبن، ويقول إنه رغم الخلافات معها فإن ماكرون أدخل مليوني مهاجر إلى فرنسا.

وفي الجهة الأخرى، قرر مرشحو أحزاب أخفقوا في الانتخابات، دعم ماكرون بينهم الجمهوريون والخضر والشيوعي.

حظوظ متقاربة

مدير المركز العربي في باريس سلام كواكبي يرى أن لوبن بدأت حملتها الانتخابية في وقت مبكر، فيما تأخر ماكرون بدخولها بعد انشغاله في القضية الأوكرانية مما منعه من التجول في المدن الفرنسية لتسويق برنامجه وإجراء مناظرات مع باقي المرشحين.

ويرى في حديث إلى "العربي" من العاصمة الفرنسية أن الحظوظ متقاربة جدًا بين المرشحين وخصوصًا بعد تصريح المرشح جون لوك ميلونشون الذي دعا فيه إلى عدم التصويت للوبن، لافتًا في الوقت ذاته إلى أن البعض فسر هذا التصريح كإشارة لدعوة الناخبين لعدم التوجه إلى صناديق الاقتراع.

ويشير إلى أنه إذا لم يستطع ماكرون الانفتاح من خلال سياسة اقتصادية متصالحة مع اليسار أن يجذب 10% على الأقل من ناخبي ميلونشون، فإن وضعه الانتخابي سيكون بخطر.

ويقول: "جزء من ناخبي ميلونشون سيصوتون لماكرون، إلا أنه من الممكن أن يتوجه جزء آخر قليلًا من ناخبيه نحو التصويت للوبن، وهذه إشكالية التطرف في فرنسا حيث يلتقي أحيانًا اليسار المتطرف واليمن المتطرف في بعض النقاط بخاصة بموضوع السيادة والابتعاد عن الاتحاد الأوروبي والانسحاب من الحلف الأطلسي والعلاقة مع روسيا".

هل يصوت ناخبو ميلونشون للوبن؟

الكاتب الصحافي حاتم النفطي يعتبر أن جزءًا كبيرًا من ناخبي ميلونشون يأتي من اليسار الذي يمتلك تقليدًا مهمًا بالنسبة له يتمثل بمعاداة الفاشية، لافتًا إلى أن هذا ما يفرقهم عن أقصى اليمين.

ويقول لـ"العربي" من باريس: "قد يلتقي هذان الطرفان في انتقاد الاتحاد الأوروبي ورفض الانصياع للقيادة الأميركية لكن هناك نقاط كثيرة تفرق هذين الفريقين وبخاصة مسألة الهجرة".

ويضيف: "قد يكون عامل الهجرة مسألة تبعد ناخبي ميلونشون عن مارين لوبن التي تشتهر بتصريحاتها المعادية للهجرة والمسلمين".

"مشروع قوقعة لفرنسا"

الباحث السياسي طارق وهبي يلفت إلى أن عددًا كبيرًا من ناخبي ميلونشون سيصوتون لماكرون، لأنهم يعرفون جيدًا أن عدم التصويت له سيأتي برئيسة للجمهورية من أقصى اليمين هي مارين لوبن.

ويشير في حديث إلى"العربي" من باريس إلى أن مارين لوبن كانت واضحة بأنها إذا خسرت هذه الانتخابات فستترك الساحة السياسية، معتبرًا أن مشروعها هو مشروع قوقعة لفرنسا والخروج من الاتحاد الأوروبي.

ويقول: "طروحات لوبن تبعد ما يسمى بمفهوم الخزينة العامة للدولة عندما تسعى لتخفيض الضريبة على القيمة المضافة لتوفير مبالغ على العائلات، فيما ستتأثر بهذا الأمر خدمات تقدمها الدولة على الصعد الصحية والاجتماعية".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close