انطلقت عملية فرز الأصوات بعد إغلاق مراكز التصويت بالانتخابات المحلية المبكرة بالجزائر أبوابها، مساء السبت، وسط غموض حول الأحزاب الأوفر حظًا للفوز بها، عقب تدني نسبة المشاركة الشعبية.
وأغلقت آخر مراكز التصويت أبوابها عند الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي، بعد قرار السلطة العليا المستقلة للانتخابات تمديد التصويت ساعة واحدة، بعدما انطلقت عملية التصويت بالبلاد في الساعة 08:00.
وكانت آخر نسبة للمشاركة العامة أعلنتها سلطة الانتخابات، هي 24% قبل 4 ساعات من إغلاق مراكز التصويت.
ويبلغ عدد من لهم حق التصويت، وفق سلطة الانتخابات الجزائرية، 23 مليونًا و717 ألفًا و479 ناخبًا، موزعين على 13 ألفًا و326 مركز اقتراع، و61 ألفًا و676 مكتبًا.
وشاركت في هذه الانتخابات 1158 قائمة في مجالس المحافظات، عبر 58 ولاية، منها 877 قائمة حزبية و281 لمستقلين، أما في سباق البلديات، وهي 1541 بلدية، فتقدمت 5848 قائمة، بينها 4860 تمثل 40 حزبًا سياسيًا، و988 قائمة لمستقلين.
وتعتبر هذه الانتخابات ثاني موعد في الجزائر يعتمد نظام القائمة المفتوحة، التي تسمح للناخب باختيار المرشحين داخل القائمة الواحدة حسب رغبته، بخلاف المغلقة التي كانت تفرض عليه اختيار القائمة كما هي وفق ترتيب الحزب دون إمكانية التصرف فيها.
"نسبة مشاركة ضعيفة"
وفي هذا الإطار، قال توفيق بوقاعدة، وهو أستاذ العلوم السياسية في جامعة الجزائر، لـ "العربي"، إن نسبة المشاركة كانت ضعيفة، مقارنة بما هو مأمول من الانتخابات لتجاوز عقدة المشاركة.
وأضاف بوقاعدة من الجزائر، أن ذلك يرجع إلى بعض العوامل، منها الظرف السياسي العام الذي تشهده البلاد، وكذلك عدم تحقيق كثير من الإصلاحات التي كان يأمل الشعب في أن يحققها الرئيس الجزائري.
وأوضح أن تدني نسبة المشاركة يعود أيضًا لطبيعة الانتخابات المحلية المرتبطة مباشرة بشؤون المواطن، رغم استدعاء كثير من العوامل من القبيلة والشباب والعرش ودعوة الأحزاب وانفتاحها على الشخصيات المحلية لجلب الأصوات.
وأشار بوقاعدة إلى أن "السلطة تتحمل بشكل كبير تراجع عملية التصويت، وخاصة مع موجة الغلاء الكبيرة وتراجع القدرة الشرائية للمواطن"، معتبرًا في الوقت ذاته أن الأحزاب السياسية لم تقدم برامج واقعية تلامس هموم المواطن.
ورأى أن الأحزاب التقليدية ستبقى مسيطرة على الخارطة السياسية، وخاصة حزب "جبهة التحرير الوطني"، وحزب "التجمع الوطني الديمقراطي".