السبت 16 نوفمبر / November 2024

الانسحاب من أفغانستان.. هل تنجح أميركا في الالتزام بالمواعيد المحددة؟

الانسحاب من أفغانستان.. هل تنجح أميركا في الالتزام بالمواعيد المحددة؟

شارك القصة

في وقت لا تخفي فيه واشنطن رهانها على تعاون مقاتلي طالبان لإتمام عملية الإجلاء بهدوء، تصر الحركة على ضرورة الوفاء بمواعيد المغادرة في نهاية الشهر الحالي.

تسابق القوات الأميركية الزمن لإتمام عملية إجلاء رعاياها والمتعاونين معها من أفغانستان، في الوقت الذي تحكم فيه طالبان قبضتها على العاصمة كابل ومطارها، الذي بات المنفذ الوحيد للذين لا يريدون البقاء في البلاد.

وفي وقت لا تخفي فيه واشنطن رهانها على تعاون مقاتلي طالبان لإتمام عملية الإجلاء بهدوء، تصر الحركة على ضرورة الوفاء بمواعيد المغادرة المحددة بنهاية الشهر الحالي.

الإسراع في المغادرة

ويسرع الجنود الأميركيون خطواتهم في أيامهم الأخيرة في أفغانستان.

وإلى الآن، ما زالت أميركا عالقة في أفغانستان، حيث تبدو القوات الأميركية مكرهة على الاستعجال، رغم اختيار واشنطن طوعًا المغادرة، بعد مهمة استمرت 20 عامًا هناك.

وفي مطار كابل، حشرت واشنطن في زاوية الخروج الصعبة، بعد أن كانت تريد صورة أفضل لعملية مغادرتها البلاد.

أما خلف سياج المطار، فيزدحم مستقبل الأفغان بالشكوك، حيث يأمل الآلاف منهم في فرصة للهروب.

ويتربص بعمليات الإجلاء أكثر من تهديد. ولضمان عدم المخاطرة، تصر واشنطن على الالتزام بالمواعيد والإسراع في المغادرة في 31 أغسطس/ آب الحالي.

استحالة إجلاء الجميع

في هذا السياق، يرى الباحث في المركز العربي في واشنطن أسامة أبو ارشيد أنه "سيكون من الصعب على واشنطن أن تجلي كل قواتها والمتعاونين معها في الموعد المحدد، وهناك اعتراف أميركي ضمني بذلك".

ويشير ارشيد، في حديث إلى "العربي" من واشنطن، إلى أن هناك 4 آلاف أميركي إلى الآن لم يتم إجلاؤهم، وهناك عشرات الآلاف من الأفغان المتعاونين مع أميركا أيضًا ينتظرون مغادرة البلاد، "وسيكون من المستحيل إجلاء كل هؤلاء قبل التاريخ المحدد".

ويقول: "أميركا بحاجة إلى أن تسحب القوات والمعدات في اليومين المقبلين، وبالتالي من الصعب أن يتم إجلاء كل من يشملهم القرار الأميركي في الموعد المحدد".

ويضيف: "إذا كان سيتم تمديد الموعد، فذلك بحاجة لموافقة حركة طالبان، لكن الأخيرة ثابتة بعدم رغبتها في التمديد".

ويتابع: "أشك في أن تقوم طالبان، في حال قررت أميركا التمديد، بمهاجمة القوات الأميركية، لأنها ستخسر الشرعية الدولية".

مؤامرة أميركية

من جهته، يعتبر سفير حركة طالبان السابق لدى باكستان عبد السلام ضعيف، أن الكارثة حول مطار كابل "تسببت بها أميركا وليس طالبان أو الأفغان".

ويلفت ضعيف، في حديث إلى "العربي" من إسطنبول، إلى أنه "في حال واصلت واشنطن بث الشائعات حول مغادرة البلاد، فهذا سيفاقم الأعداد ويزيدها، ما يمثل مشكلة كبيرة للحكومة المقبلة في أفغانستان".

ويشدد ضعيف على أن "ما يحصل حول المطار مؤامرة أميركية تجاه البلاد".

وحول موعد الانسحاب، يقول ضعيف: "لن تقبل طالبان بالتمديد للقوات الأجنبية، لأن الانسحاب الأميركي من أفغانستان هو مطلب شعبي".

ويضيف: "طالبان ستستمر في التعاون مع أميركا من خلال الدبلوماسية، وهي تتطلع لعلاقات إيجابية مع جميع الدول".

تغيير نهج الحكم

بدوره، يرى الكاتب والصحافي مصطفى طوسة أن "هناك صدمة كارثية في الرأي العام الأوروبي، لأن فرنسا وألمانيا وبريطانيا طلبت تمديد فترة الإجلاء، لكن واشنطن فشلت في ذلك".

ويشير طوسة، في حديث إلى "العربي" من باريس، إلى أن "واشنطن تريد أيضًا تمديد المهل، لكن المشكلة هي في أن طالبان فرضت شروطها على الرئيس الأميركي جو بايدن".

ويقول: "هناك توتر واضح سيطرأ على العلاقة بين أوروبا وطالبان إذا لم يتم التصرف بعقلانية من قبل الحركة".

ويضيف: "يبدو من خلال بعض المواقف التصعيدية للحركة، ألا شيء تغير في نهجها".

ويتابع قائلًا: "الكل يريد التعامل مع طالبان، شرط تغيير الحركة لمقارباتها في الحكم".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close