طالبت البحرين الثلاثاء، الحوثيين، بتسليم المسؤولين عن مهاجمة قواتها على الحدود الجنوبية للسعودية، واصفة الهجوم الذي وقع خلال سريان الهدنة الأممية بـ"العمل الإجرامي الغادر".
وبحسب وكالة الأنباء الرسمية للبلاد، فقد جاء الموقف خلال زيارة قام بها العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، لقوة دفاع البحرين غداة إعلان المنامة مقتل وإصابة عدد من قواتها المشاركة في قوات التحالف العسكري على الحدود الجنوبية للسعودية باليمن، جراء "هجوم حوثي".
وزار آل خليفة، "القيادة العامة لقوة دفاع البحرين الثلاثاء، وكان في استقباله عدد من قادة القيادة على رأسهم، الفريق خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين، والفريق ناصر بن حمد آل خليفة مستشار الأمن الوطني قائد الحرس الملكي"، بحسب الوكالة.
وأثنى على "مواقف الدول الشقيقة وتعازيهم وتضامنهم مع مملكة البحرين ضد العمل الإجرامي الغادر".
"خرق للهدنة"
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية في البحرين بأنه "تمت الإشارة خلال الاجتماع إلى أنه إذا كان الحوثيون يستنكرون هذا العمل الإجرامي الغادر خلال سريان الهدنة الأممية، فمن الواجب عليهم القبض على المنفذين وتسليمهم لنا أو للتحالف العربي ليأخذ القانون مجراه بحقهم"، دون الإشارة إذا كان الحديث على لسان الملك أم القادة الحضور.
وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت عن جماعة الحوثي اليوم الثلاثاء، قولها إنّ خروقات قوات التحالف الذي تقوده السعودية للهدنة لم تتوقف، وإنّ 12 جنديًا يمنيًا قتلوا خلال شهر واحد على الحدود السعودية.
وقال المتحدث باسم الجماعة محمد عبد السلام في ردّ حول الهجوم الذي أدّى لمقتل جنديين بحرينيين: إنّ انتهاكات الهدنة "أمر مؤسف"، مشدّدًا على "أهمية الدخول في مرحلة السلام الجاد وصولًا إلى تثبيت الوضع العسكري بالكامل بحيث تتوقف الخروقات من جميع الأطراف وتتحقق متطلبات السلام الشامل والعادل".
"صراع بين الأجنحة"
وأشار الباحث في الدراسات الإستراتيجية والعلوم السياسية محمد صالح الحربي في حديث إلى "العربي" من الرياض إلى ما اعتبره "صراعًا بين الأجنحة أو أن أطرافًا داخل حكومة أنصار الله الحوثي تريد استمرار التوتر"، متحدثًا عن ما أسماهم "انتهازيين سياسيين". وقال الحربي: "ربما هناك خلاف بين الجناح السياسي والجناح الثوري".
كما اعتبر الحربي أن "هذا الهجوم الغادر" أمر مؤسف لاسيما في مرحلة تشهد تقاربًا ومفاوضات. وأكّد أنه لا بد من تقدير الموقف والبحث عن مصدر الهجوم، لافتًا إلى تأثيره مرحليًا على المفاوضات بشأن إنهاء النزاع في اليمن، لكنه يرى أن ذلك يعتمد على موقف جماعة الحوثي وتفسيرها للحادث.
ومنذ أشهر، يعيش اليمن في هدنة من حرب بدأت قبل نحو 9 سنوات بين القوات الموالية للحكومة مدعومة بتحالف عسكري بقيادة السعودية، وجماعة الحوثي التي تسيطر على محافظات ومدن بينها صنعاء. وقد تسبّبت الحرب بمقتل وإصابة مئات الآلاف، محدثة أزمة إنسانية كبرى.