الخميس 21 نوفمبر / November 2024

"البرازيل عادت".. لولا رئيسًا للبلاد بعد منافسة شرسة مع بولسونارو

"البرازيل عادت".. لولا رئيسًا للبلاد بعد منافسة شرسة مع بولسونارو

شارك القصة

متابعة لـ"العربي" لليوم الانتخابي الطويل في البرازيل (الصورة: غيتي)
أعلن لولا (77 عامًا) في خطاب النصر أنّ بلاده "تحتاج إلى السلام والوحدة"، مشدّدًا على أنّه "ليس من مصلحة أحد أن يعيش في أمّة مقسمة في حالة حرب دائمة".

بعد منافسة شرسة، تمكّن الرئيس اليساري الأسبق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الأحد، من تحقيق الفوز بفارق ضئيل على منافسه الرئيس المنتهية ولايته جايير بولسونارو، بنسبة 50,83% مقابل 49,17% في الانتخابات الرئاسية، وفقًا للنتائج الرسمية شبه النهائية.

ومساء الأحد، أعلن لولا (77 عامًا) في خطاب النصر أنّ بلاده "تحتاج إلى السلام والوحدة"، مضيفًا أنّها "عادت" إلى الساحة الدولية ولم تعد تريد أن تكون "منبوذة".

وشدّد في خطابه على أنّه "ليس من مصلحة أحد أن يعيش في أمّة مقسمة في حالة حرب دائمة"، وذلك بعد حملة انتخابية شهدت استقطابًا شديدًا. وتابع: "اليوم نقول للعالم إنّ البرازيل عادت" وإنّها "مستعدّة لاستعادة مكانتها في مكافحة أزمة المناخ".

وكان لولا قد نفّذ عقوبة بالسجن بتهمة الفساد (2018-2019) قبل أن يأمر القضاء بإخلاء سبيله.

وبعد انتخابه رئيسًا للبلاد، جرى إطلاق ألعاب نارية وهتافات في مُدن برازيلية كبرى مثل ريو دي جانيرو وساو باولو، بحسب "فرانس برس". كما تجمّعت حشود خارج مقرّ إقامة لولا في ساو باولو حيث كان يُتابع فرز الأصوات.

أنصار لولا يحتفلون بعد انتخابه رئيسًا للبرازيل (الصورة: غيتي)
أنصار لولا يحتفلون بعد انتخابه رئيسًا للبرازيل (الصورة: غيتي)

وتلقّى لولا التهاني بفوزه من عدد من زعماء العالم، من بينهم الرئيس الأميركي جو بايدن الذي قال في بيان: "أوجّه تهاني إلى لويس إيناسيو لولا دا سيلفا على انتخابه رئيسًا للبرازيل بعد انتخابات حرّة ونزيهة وذات صدقية"، مضيفًا أنّه "يتطلّع إلى العمل" معه "لمواصلة التعاون بين بلدينا".

بدوره، هنّأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الأحد لولا، معتبرًا أنّ انتخابه رئيسًا للبرازيل "يفتح صفحة جديدة في تاريخ" هذا البلد.

وكتب ماكرون على "تويتر" بعد دقائق من إعلان نتائج الانتخابات الرئاسيّة البرازيلية: "معًا سنوحّد جهودنا لمواجهة التحديات الكثيرة المشتركة وتجديد أواصر الصداقة بين بلدينا".

وأغلقت الأحد عند الساعة 17:00 بالتوقيت المحلي (20:00 ت. غ) مراكز الاقتراع في البرازيل، التي حبست أنفاسها بانتظار معرفة هوية الفائز بالرئاسة.

"جدل"

وقد أدّى جدل إلى تعكير النهار الانتخابي الذي لم تتخلّله إشكالات كبرى. وأمر رئيس المحكمة الانتخابية العليا ألكسندر دي مورايس برفع كلّ حواجز التفتيش التي أقامتها شرطة المرور الاتحادية والتي "أخّرت وصول الناخبين" إلى مراكز الاقتراع.

وكان مسؤولون في حزب العمّال الذي يتزعّمه لولا قد نشروا على مواقع التواصل تسجيلات فيديو عدّة تُظهر حافلات تقل ناخبين، متوقفة خصوصًا في المناطق الريفية في شمال شرق البلاد حيث معقل الرئيس الأسبق (2003-2010)، واصفين ما جرى بأنّه "غير مقبول".

لكنّ مورايس أكّد في مؤتمر صحافي أنّه على الرغم من التأخير "لم تعُد أيّ حافلة أدراجها وجميع الناخبين تمكّنوا من الإدلاء بأصواتهم".

وكان كلّ من المرشحَين قد أبدى ثقته في الفوز لدى اقتراعهما الأحد في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسيّة التي دعي إليها 152 مليون ناخب وشهدت تنافسًا شديدًا.

وقال الرئيس اليميني المنتهية ولايته بُعيد فتح المكاتب الساعة الثامنة صباحًا في ريو دي جانيرو، "سنفوز الليلة". وتوجّه بولسونارو (67 عامًا) لاحقًا إلى العاصمة برازيليا لينتظر صدور نتائج الاقتراع في قصر الفورادا.

بدوره، صوّت لولا صباحًا في مكتب قرب ساو باولو، مؤكّدًا "ثقته... في انتصار الديمقراطيّة". وأعرب عن أمله في أنّ هذه الانتخابات "ستُعيد السلام بين البرازيليّين".

تراشق اتهامات

وفي المناظرة التلفزيونية قبل الجولة الأولى من الانتخابات، تراشق المرشحان بالاتهامات والشتائم أمام عشرات ملايين المشاهدين، حيث وصف بولسونارو منافسه لولا بأنّه "كاذب" و"سجين سابق" و"مدمن كحول" و"خائن للوطن".

وردّ عليه الأخير مؤكّدًا أنّ منافسه "كاذب ووقح" و"معتدٍ على أطفال" و"آكل لحوم بشر" و"مرتكب جرائم إبادة" و"ديكتاتور صغير"، مشيرًا إلى أن حكومة بولسونارو تسترت على الكسب غير المشروع في شراء اللقاحات خلال جائحة كورونا.

وقدّم بولسونارو نفسه بأنه وصي على القيم المحافظة وعلى أنه الشخص الذي يحاول منع وصول الشيوعية إلى البلاد. وخلال فترة حكمه، برز على الساحة الدولية بأفكاره اليمينية وتأييده لإسرائيل والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.

في المقابل، دعا لولا الناخبين للوقوف خلفه وخلف حزب العمال من أجل "برازيل سعيدة" مرة أخرى وهو شعار حملته، واعدًا بحماية البيئة والالتزام باتفاقية المناخ ومحاربة الفساد.

وتوقّعت استطلاعات الرأي منذ أشهر فوز لولا الذي حكم سابقًا لولايتَين بين 2003 و2010، إلا أنّ بولسونارو احتفظ ببعض الأمل إثر النتيجة غير المتوقّعة التي سجّلها في الدورة الأولى من الانتخابات في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول بحصوله على 43% من الأصوات في مقابل 48% لغريمه.

ويخشى كثيرون أن يتكرّر في البرازيل سيناريو الهجوم على مبنى الكابيتول إثر هزيمة دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وقد تُستهدف على سبيل المثال المحكمة العليا التي لطالما شنّ بولسونارو حملة كبيرة عليها.

ودعا ترمب البرازيليين إلى إعادة انتخاب بولسونارو "الرجل الرائع"، وليس "لولو (كما سمّاه) المعتوه من اليسار الراديكالي". من جهته، أعرب لولا  عن أمله بأن يتمتّع بولسونارو بـ"الحكمة"، وبأن يتّصل به في حال فوزه "للاعتراف بالنتيجة".

تابع القراءة
المصادر:
العربي- أ ف ب
Close