نسمع كثيرًا عن البرامج الضارة والفيروسات التي قد تهاجم أجهزتنا الذكية وتتسبب في اختراق البيانات، إنما كثيرًا ما يخطئ البعض في الظنّ بأن البرامج الضارة هي مشابهة للفيروسات إذ هي في الحقيقة مختلفة عنها.
فالبرامج الضارة أصلًا هي عبارة عن أكواد لها وظيفة محددة مثل أي برنامج آخر، ولا ترتبط بالتالي فقط بالفيروسات التي تعد نوعًا واحدًا فقط من البرامج الضارة.
وتعدّ برمجيات Malware واحدة من آلاف البرامج الصغيرة الخبيثة التي أصبحت واسعة الانتشار ولها علاقة مباشرة بالفيروسات، ففي حالة "المالوير" تكون وظيفة الأكواد في البرامج الضارة الإضرار بأجهزة المستخدمين الشخصية أو بياناتهم الخاصة، وتأخذ أشكالًا وأنواعًا مختلفة.
ومن أكثر الأنواع شهرة في برمجيات "المالوير" هو الفيروس (virus)، وهو نوع من البرامج التي تنتشر من تلقاء نفسها بمجرد النقر عليها.
أما هدف هذا الانتشار فهو إلحاق الضرر بالملفات، بحيث يرتبط أولًا بملف معين قبل أن يصيب المزيد من الملفات على الجهاز الواحد، إنما يكمن الخطر الأكبر هو في حال الاستيلاء على وظائف تلك الملفات والتسبب بتلفها.
وتعتمد بالتالي الفيروسات على الأهداف المحددة لها في الأصل، والتي تختلف بين التدمير أو سرقة البيانات كما التجسس على المعلومات الحساسة.
ويمكن أن يصيب الفيروس جهاز الضحية عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية المباشرة كما روابط تحميل الملفات على الإنترنت، حيث يسمى في هذه الحالة بالـ"وورم" (worm).
فبرنامج "الوورم" أو "الدودة" هو ذاتي التشغيل وهو قادر على نسخ نفسه بعدد لا نهائي من النسخ، وبالتالي يدمر "كور" الجهاز ويتلف وظائفه، وأسوأ ما فيه هو أنه يمكن التحكم به عن بعد على عكس الفيروس ونشر نسخ منه عبر الإنترنت والبريد الإلكتروني.
أما برنامج "تروجن" فيمكن مقاربته بشكل مباشر بحصان طروادة، إذ يمكن أن يتسلل إلى أجهزتكم من خلال أي تطبيق عادي أو لعبة أو مجموعة ملفات، ليسمح بعدها للمقرصنين والبرامج الضارة بالدخول وسرقة بياناتكم.
وبالتالي، يدخل "تروجن" نظام التشغيل ويقوم بفتح "البوابة" الأمنية من الداخل، على عكس برنامج "رانسوموير" (ransomware) الذي يعد أخطر برنامج ضار يمكن أن يصيب الأجهزة الذكية كونه يعرف باسم "برنامج طلب الفدية".
وهذا النوع من البرامج مصمم لابتزاز المستخدم وتحريضه على دفع المال وذلك عبر منع وصول المستخدم إلى نظامه الخاص أو بياناته إلا بعد دفع رسوم فدية لصاحب البرنامج من خلال رسائل البريد الإلكتروني.
ويعُدّ "رانسوموير" من أكثر البرامج المستخدمة حاليًا في الهجمات السيبرانية حول العالم.