بهدف خفض الانبعاثات الكربونية والمحافظة على درجة حرارة الأرض، توجّهت بعض الدول نحو الطاقة المتجددة التي تولد من الموارد الطبيعية المتجددة باستمرار.
وتعد أسكتلندا إحدى هذه الدول، حيث حددّت هدفًا، في العام 2011، بأن تصل لتوليد 100% من إجمالي الطلب على الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة في عام 2030.
وأقرّت البلاد خارطة الطريق هذه تحت اسم "رينيوابلز إنيرجي 2030"، لكي تصبح رائدة بين الدول الأوروبية في مجال الطاقة المتجددة.
وبحسب موقع "إنغايجد"، أعلنت الهيئة التجارية لصناعة الطاقة المتجددة في أسكتلندا أن جزءًا كبيرًا من هذا الهدف تحقق، حيث تبيّن أن 97% من إجمالي استهلاك الكهرباء لديها كان يأتي من مصادر الطاقة النظيفة في العام الماضي.
وتظهر هذه الإحصائيات زيادة بنسبة 8% مقارنة ببيانات عام 2019.
العوامل المتحكمة بإنتاج الطاقة المتجددة
ويطرح هذا النموذج الذي تقدّمه أسكتلندا، العديد من الأسئلة حول قدرة دول المنطقة على السير في الطريق نفسه، والعوامل المطلوبة لمثل هذا القرار.
في هذا السياق، أشاد رئيس اتحاد الجمعيات البيئية، عمر الشوشان، بالنموذج الأسكتلندي الرائد.
وأشار، في حديث إلى "العربي"، إلى ثلاثة عوامل أساسية تحكم الطاقة المتجددة في أي دولة في العالم، وأضاف: "على أي دولة تريد السير في هذا الطريق، أن توفّر الإرادة السياسية لذلك، وأن تمتلك القدرة الفنية اللازمة لتوليد الطاقة من مصادر متجددة، إضافة إلى توفر الإمكانيات المادية لديها".
وقال الشوشان: "شهدت المنطقة عددًا من المشاريع الضخمة الطموحة، وتحديدًا في المغرب وعدد من دول الخليج العربي، ولكنّها تبقى دون مستوى الطموح".
وشدد على ضرورة تعاون القطاعين العام والخاص لدعم قطاع الطاقة المتجددة، وخفض الانبعاثات ولا سيما في الدول التي وقّعت على اتفاقية المناخ، وألزمت نفسها بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
آثار التحوّل إلى الطاقة المتجددة
وبحسب الشوشان، سيفرض التحوّل إلى مصادر الطاقة المتجددة تغيير أشكال الاقتصادات.
ولفت الشوشان إلى أن مصادر الطاقة المتجددة، كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية وطاقة الهيدروجين، ستساهم بشكل جذري في حل ظاهرة الاحتباس الحراري المسببة بظاهرة التغيّر المناخي بشكل عام.
وختم بالقول: "العالم مرغم وليس مخيّرًا على التحوّل إلى الطاقة المتجددة".