Skip to main content

"التعاون الإسلامي" تطالب المجتمع الدولي بالتحرك لوقف العدوان على غزة

الأحد 16 مايو 2021
شدد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي على أنّ وقف التصعيد في فلسطين يتطلب وقف كل الممارسات الإسرائيلية غير الشرعية والاستفزازية

عقدت الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي قمة وزارية طارئة لمناقشة التصعيد الإسرائيلي في فلسطين، فيما تستمر طائرات الاحتلال بقصف المدنيين في غزة لليوم السابع على التوالي ما أسفر عن 181 شهيدًا وأكثر من 1225 جريحًا، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

وطالبت المنظمة، على لسان الأمين العام يوسف العثيمين، المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته السياسية والأخلاقية والإنسانية والقانونية لوقف العدوان الإسرائيلي والتصعيد المُمَنهج ضد الشعب الفلسطيني ومقدّساته وممتلكاته وحقوقه التي كفلها القانون الدولي.

وأوضح العثيمين أن "الاعتداءات ومصادرة الممتلكات ودعوات إجلاء أصحاب الحق من أراضيهم، هو إنكار لحقوقهم المشروعة ولا يخدم عملية السلام، بل يُجهِز على المحاولات المخلصة للوصول إلى حل عادل وشامل ودائم".

وأضاف العثيمين: "نحن مدعوون اليوم أكثر للتمسك بالشرعية الدولية والمبادرة العربية، والتحرك في الاتجاهات كافة في كل ما يخدم السلام، ويعيد الحقوق لأصحابها".

وقف فوري للتصعيد الإسرائيلي

 وانطلقت القمة التي انعقدت افتراضيًا اليوم بناء على طلب السعودية وترأس وزير خارجيتها فيصل بن فرحان الاجتماع.

وأدانت السعودية على لسان بن فرحان، الانتهاكات الإسرائيلية الصارخة بحق الفلسطينيين، داعيةً إلى وقف فوري للتصعيد الإسرائيلي.

وقال وزير الخارجية السعودي: "إسرائيل تقوم بانتهاكات صارخة بحق الفلسطينيين، والمملكة تدين استيلاءها على منازل الفلسطينيين في القدس، وترفض رفضًا قاطعًا انتهاكاتها بحق الفلسطينيين".

وأضاف بن فرحان: "القدس الشرقية أرض فلسطينية لا نقبل المساس بها، المملكة تدعو إلى وقف فوري للتصعيد الإسرائيلي". وطالب "المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والتدخل بشكل عاجل لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية".

وأكد دعم الرياض للجهود الرامية إلى مبادرات السلام، وفق المبادرة العربية التي ضمنت حقوق الفلسطينيين بدولة عاصمتها القدس الشريف. وتنص "مبادرة السلام العربية"، التي اعتمدتها الجامعة العربية في بيروت عام 2002، على إقامة دولة فلسطينية معترف بها دوليًا على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

الشعب الفلسطيني يواجه فصلًا عنصريًا

بدوره، أكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أنّ الشعب الفلسطيني أفشل مخططات الاحتلال في تهويد القدس، مشيرًا إلى أنّه واثق من حقه في أرض فلسطين ومتمسك بجذوره الراسخة في القدس.

وأردف المالكي: "ممارسات إسرائيل تعد اعتداءً على العرب والمسلمين والعرف الدولي، لن ترهبنا الآلة الإسرائيلية للتنازل عن حقوقنا".

وتابع: "الشعب الفلسطيني يتعرض لفصل عنصري إسرائيلي واقتلاع من أرضه وحقوقه"، مشيرًا إلى "انقضاض المستوطنين على منازل الفلسطينيين في الضفة والقدس".

ومضى قائلًا: "القصف الإسرائيلي الهمجي تسبب بنزوح أكثر من 10 آلاف مواطن من منازلهم في قطاع غزة".

وأوضح المالكي أنّ إسرائيل تحاول ترسيخ نظام فصل عنصري في كل أنحاء دولة فلسطين. وقال: "نحن نواجه احتلالًا استعماريًا طويل الأمد هو أساس المشكلة"، داعيًا لتشكيل جبهة دولية للتصدي بقوة للجرائم والتصعيد الإسرائيلي، بما في ذلك التحرك في مجلس الأمن والمحاكم الدولية لتحميل الاحتلال المسؤولية ومساءلته ومحاسبته.

تحالف دولي بوجه الممارسات الإسرائيلية

وفي القمة الوزارية، حمّل وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إسرائيل مسؤولية التصعيد في غزة لاعتدائها على الأماكن المقدسة، وأكّد أنّ ما تقوم به إسرائيل تطهير عرقي وما تريده هو إخراج جميع المسلمين من القدس.

واعتبر أن الأمم المتحدة فشلت مرة أخرى في إجبار إسرائيل على التوقف عن أعمالها، وطالبها بالقيام بدور فاعل واتخاذ قرارات جادة لحماية الفلسطينيين. وأشار إلى دور المحكمة الجنائية الدولية في وقف الاعتداءات على الفلسطينيين.

وكشف تشاووش أوغلو عن مسعى بدأه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لبناء تحالف دولي للتصدي للممارسات الإسرائيلية في فلسطين. وأشار إلى ضرورة تشكيل مجتمع من الناشطين لمساندة الفلسطينيين.

وإذ شدّد على أنّ إسرائيل فقدت الكثير من الداعمين لها، دعا إلى "توحيد الصفوف" ودعم الانتخابات الفلسطينية، وقال: "لسوء الحظ أننا قمنا بالتفرق ولم نقف مع بعضنا البعض في وجه إسرائيل". واعتبر أنّ حماية المدنيين في فلسطين واجب علينا، داعيًا إلى "توفير حماية دولية معنوية ومادية على الأرض".

ودعا وزير الخارجية التركي الجميع لتوحيد الصفوف لأجل فلسطين وفي الجانب الصحيح من التاريخ للوقوف في وجه الاعتداءات الإسرائيلية.

تهجير سكان الشيخ جرّاح "جريمة حرب"

ومن جهته شدد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي على أنّ وقف التصعيد في فلسطين يتطلب وقف كل الممارسات الإسرائيلية غير الشرعية والاستفزازية.

وأشار في كلمة خلال الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي، إلى أنّ محاولات تغيير الوضع القانوني القائم في القدس خرق فاضح للقانون الدولي ودفع للمنطقة نحو مزيد من التوتر والصراع.

وحذر الصفدي من أنّ تهجير سكان حي الشيخ جرّاح من بيوتهم سيكون جريمة حرب لا يجوز للمجتمع الدولي أن يسكت عنها، مشدّدًا على أنّ القضية الفلسطينية كانت وستبقى القضية المركزية الأولى، وأنّ القدس ومقدساتها خط أحمر.

وأكد أنّ الأردن "سيظلّ يقف بكل إمكاناته إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين لرفع الظلم عنهم وتلبية جميع حقوقهم المشروعة"، مجدّدًا القول بأنّ حلّ الدولتين هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع.

ومنذ 13 أبريل/ نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية جراء اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة الإسرائيلية ومستوطنون في القدس والمسجد الأقصى ومحيطه وحي "الشيخ جرّاح"، إثر مساع إسرائيلية لإخلاء 12 منزلًا من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.

المصادر:
العربي، وكالات
شارك القصة