فاز الفيلم التنزاني "الثوار" (Vuta N'Kuvute) للمخرج أميل شيفجي بالتانيت الذهبي، بكبرى جوائز مهرجان "أيام قرطاج السينمائية" الذي اختُتِمت دورته الثالثة والثلاثون مساء أمس السبت في تونس.
ويتناول الفيلم الفائز "الثوار" أجواء الحب والسياسة خلال الأعوام الأخيرة من الاستعمار البريطاني لزنجبار.
أما جائزة التانيت الفضي فكانت من نصيب فيلم "تحت الشجرة" للمخرجة التونسية أريج السحيري التي تتطرق فيه للعلاقات الغرامية بين عاملات وعمال زراعيين خلال موسم قطف التين في إحدى القرى التونسية. وقد لفت هذا العمل انتباه المتابعين خلال فعاليات أسبوعي المخرجين في مهرجان كان.
وحصل على جائزة التانيت البرونزي في المسابقة الرسمية التي ضمت 12 فيلمًا روائيًا طويلًا، الفيلم المصري "شرف" للمخرج سمير نصر، ويتطرق إلى النظام الطبقي في المجتمع من خلال أحداث في داخل سجن، وهو مقتبس عن رواية صنع الله إبراهيم الشهيرة التي تحمل العنوان نفسه.
عشرات الأفلام
ويحاول المهرجان التشبث بالهوية العربية والإفريقية مع الانفتاح على التجارب السينمائية الأجنبية، والالتزام بالسينما باعتباره فعلًا فنيًا لا سلعة، وفق ما يؤكد القائمون عليه.
وفي المجموع، عُرض 170 فيلمًا خلال الحدث الذي امتد حتى الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني، في 22 قاعة سينما في تونس العاصمة ومدن أخرى، بمعدل 60 عرضًا كل يوم في إطار المهرجان السينمائي الإفريقي الأعرق الذي انطلق عام 1966 واستحال موعدًا سنويًا منذ 2014.
ومثلت الأفلام نحو أربعين بلدًا عربيًا وإفريقيًا، بينها السعودية، ضيفة شرف المهرجان هذا العام مع أربعة أعمال سينمائية.
السينما الفلسطينية
وسلط المهرجان الضوء على السينما الفلسطينية، من خلال عرض نحو عشرة أفلام أُنتجت منذ العام 1969 وتسهم في "تخليد نضالات الشعب الفلسطيني وكفاحه من أجل استرداد وطنه"، حسب إدارة المهرجان.
وترأس لجنة التحكيم للأفلام الروائية الطويلة والقصيرة، المخرج المغربي محمد عبد الرحمن التازي. أما فئتا الأفلام الوثائقية الطويلة والقصيرة فترأست لجنتهما المنتجة الملغاشية ماري كليمنس أنديامونتا بايس.
وتغير مهرجان قرطاج للسينما شكلًا منذ افتتاح المدينة الثقافية بقلب العاصمة التونسية، حيث أصبحت فعاليته تضاهي المهرجانات العالمية والعربية الكبرى.
وفي حديث سابق إلى "العربي"، أكد المنسق الفني لمهرجان أيام قرطاج السينمائية طاهر بن غديفة أن ندوة هذا العام تأتي تحت شعار "الإبداع طريق إلى الصمود"، لأنه لا بد من أن تكون السينما رافعة للفن والثقافة والإنسانية بعيدًا عن الأعمال الاستهلاكية، وهذه هي ثوابت مهرجان قرطاج السينمائي على حد قوله.
