سواء كنت من هواة رياضة الركض أو عداء ماراثون مخضرم، قد تتساءل: "لماذا تؤلمني ركبتي عندما أركض؟".
فبغضّ النظر عن مستواك الرياضي، قد تلاحظ في مرحلة ما أنّ ركبتيك تؤلمانك عند ممارسة رياضة الركض. قد تكون هناك عدة أسباب محتملة وراء هذا الألم، بما في ذلك ركبة العدّاء، أو التهاب الوتر، أو ارتداء الأحذية غير المناسبة.
واعتمادًا على السبب، قد تشعر بألم في الركبة، أو تورّم، أو أعراض أكثر خطورة. ولذلك يجب عليك الراحة وزيارة الطبيب المختصّ إذا استمرّ الألم في ركبتك حتى لا تخاطر بإيذاء نفسك بشكل أكبر.
أسباب ألم الركبة عند الركض
في هذا الإطار، رصد موقع "هيلث" (health.com) أسباب ألم الركبتين بعد الركض، وكيفية منع ذلك، وخيارات العلاج الممكنة.
1- ركبة العدّاء
تُعرف ركبة العدّاء المعروفة سريريًا باسم "متلازمة الألم الرضفي الفخذي" (PFPS)، بالألم في مقدمة الركبة أو حول الرضفة. وعادةً ما يكون سببها حركات متكررة، وضعف محاذاة الرضفة من عضلات الساق الضعيفة و/أو المشدودة، وفي بعض الأحيان من سوء مستوى الركض.
تشمل عوارض ركبة العدّاء: الألم تحت ركبتك أو في الجزء الأمامي من ركبتك أثناء الجري، وألم أثناء ثني الركبة، وألم في مقدمة الركبة بعد الجلوس لفترة من الوقت، وصوت فرقعة أو طقطقة عند ثني الركبة.
وفي كثير من الأحيان، فان ركبة العدّاء مؤشر على الإفراط في الاستخدام، ما يعني أنك سترغب في إراحتها لمدة أسبوعين على الأقل. وبمجرد الانتهاء من ذلك، يجب الركض على أسطح أكثر ليونة مثل العشب أو الرمل.
وإذا استمرّت المشكلة، يجب اللجوء إلى معالج فيزيائي لمعالجة أي ضعف في العضلات، خاصة في الوركين.
2- متلازمة الفرقة الشحمية ( IT Band Syndrome)
إذا كانت لديك عضلات ورك ضعيفة، فقد يتعرّض الشريط الحرقفي الظنبوبي (IT band)، وهو شريط طويل من النسيج الضامّ الذي يمتد من خارج الورك إلى خارج الركبة، لضغط إضافي عند الركض.
ونتيجة لذلك، يُمكن أن تحتكّ بعظمة الفخذ أو الركبة بما يكفي لتسبّب تهيّجًا وتورّمًا وألمًا، وهو ما يُعرف باسم متلازمة الفرقة الشحمية.
وتتمثّل عوارضها بـ: ألم في الجزء الخارجي من ركبتك، وبعض الإحساس بالفرقعة أو النقر. وعادة ما يظهر الألم عند الانتهاء من الجري، ولكنّك قد تشعر به في أي وقت أثناء التمرين. وقد يكون الأمر أكثر إيلامًا عند صعود التلال أو زيادة خطواتك.
كما هو الحال مع ركبة العدّاء، فإن أفضل رهان لتخفيف آلام الفرقة الشحمية هو إراحة الركبة لمدة أسبوع على الأقل للسماح بتهدئة التهيّج، والتمدّد والقيام بتمارين تقوية الورك.
3- التهاب الوتر الرضفي
التهاب الوتر الرضفي هو إصابة ناتجة عن الإفراط في استخدام الركبة، وعادةً ما تحصل بسبب القفز والحركات المشابهة. في هذه الحالة، يلتهب الوتر الرضفي الذي يربط الرضفة بعظم ساقك، أو يتمزّق.
كما يثمكن أن تنتج عن الركض بأحذية بالية لا تقدّم الدعم المناسب لرجلك.
عادةً ما يظهر التهاب الوتر الرضفي على شكل ألم أسفل الرضفة مباشرةً، حيث يتّصل الوتر الرضفي بعظمة الساق.
وقد يشعر الأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة، بألم عند بدء الجري لأول مرة، أو النهوض بعد الجلوس، أو التمدد، إضاةف إلى كدمات وتشنّج وصعوبة في المشي.
ويوصي الأطباء بتغيير حذاء الركض الخاص بك كل 250 إلى 300 ميل، وإضافة تمارين التقوية الرباعية إلى روتينك الرياضي (القرفصاء وتمديدات الساق) لحماية الوتر الرضفي.
4- التهاب المفاصل
يحصل التهاب المفاصل عندما يتآكل الغضروف المفصلي، وهو غطاء ناعم ولامع على عظام مفاصلنا. ويمكن أن تُعاني ركبتك من هشاشة العظام والتهاب المفاصل الروماتويدي و/أو التهاب المفاصل التالي للصدمة.
وتشمل العوارض: ورم في المفصل، والتواء الركبتين، وألم في الصباح أو بعد الراحة، وألم يتغيّر مع الطقس.
التهاب المفاصل ليس له علاج، ولكنّ إدارة الألم ممكنة. ويتمّ تحديدها وفقًا لنوع وتطور التهاب المفاصل لديك. وتشمل: تغييرات نمط الحياة مثل تقليل النشاط الذي يسبّب الأعراض، واعتماد تمارين منخفضة التأثير، وإدارة وزنك لتقليل الضغط على المفاصل.
وتُعدّ السباحة طريقة رائعة لمواصلة الحركة مع تقليل الضغط على مفاصلك، ويمكن الاستعانة بالأجهزة المساعدة مثل العصي وأقواس الركبة لتخفيف الضغط على المفاصل، إضافة إلى العلاجات البديلة مثل الوخز بالإبر والعلاج بالنبض المغناطيسي، على الرغم من أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لإثبات فعالية هذه الأساليب.
على الرغم من عدم وجود طريقة مضمونة للوقاية من التهاب المفاصل، فإن الحد من الضغط الواقع على ركبتيك هو الرهان الأكبر لتجنب الألم.
5- اختلالات في اللياقة البدنية
إنّ اللياقة البدنية أمر بالغ الأهمية إذا كنت ترغب في ممارسة رياضة الركض بدون ألم مدى الحياة. ويُمكن أن تؤدي الاختلالات في عضلات الركض، سواء كانت اختلالات في القوة أو مستويات متفاوتة من الشد، إلى ضغط إضافي على ركبتيك. وستشعر بالألم في الجزء الداخلي من الركبتين أو داخل الرضفة.
وينصح الأطباء باستشارة مدرّب رياضي يُمكنه التأكد من لياقتك البدنية وإعطائك النصائح الضرورية أو اقتراح تمارين تصحيحية قبل تكثيفها.
6- انتعال أحذية غير مناسبة
إنّ آلام الركبة الناتجة عن ارتداء الأحذية غير المناسبة غالبًا ما تنتج من نقص دعم القوس. وفي هذه الحالة، تكون قدمك مبسوطة بشكل زائد أو ملتوية نحو الداخل، ما يضع المزيد من الضغط على الركبتين والكاحلين والوركين.
يمكن أن يشير الألم في أي مكان في ركبتك إلى أنّك بحاجة إلى أحذية مختلفة. ولذلك ينصح الأطباء باستشارة طبيب الأقدام للحصول على توصيات بشأن أحذية الجري التي توفّر دعمًا لقوس القدم، إضافة إلى استخدام أجهزة تقويم العظام المخصّصة، والتي ستوفّر لك الدعم في المكان الذي تحتاج إليه بالضبط.
يُعتبر الشعور بألم لمدة يوم أو يومين أثناء تكثيف برنامج الركض أمر طبيعي، إلا أنّ آلام المفاصل ليس أمرًا طبيعيًا، وعندها يُنصح بالتوقّف عن الركض.
وإذا لم يختفِ الألم بعد التمرين أو استمر في كل مرة تقوم فيها بنشاط ما، فإن الأمر يستحق إجراء تقييم للركبة، ما يُساعد في منع حدوث المزيد من الضرر.
كما يؤشر تورّم الركبة غير المبرر إلى مشكلة صحية خطيرة.