تشهد القارة الأوروبية، مطلع الأسبوع، حدثين في غاية الأهمية على المستوى الجهود الدبلوماسية المستمرّة توازيًا مع الحرب المندلعة على الأراضي الأوكرانية، حيث سيكون قادة عدة دول إسكندنافية ودول البلطيق في لقاء قمة، بينما يخوض حلف شمال الأطلسي مناورة عسكرية ضخمة.
ويستقبل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، في لندن قادة تلك الدول المجاورة لروسيا، يوم الثلاثاء، وهم دول قادة قوة المشاة المشتركة (جيف)، وهو تحالف من عشر دول يركّز على الأمن في شمال أوروبا، حسب بيان صادر عن داونينغ ستريت.
30 ألف جندي تحت الصفر
يأتي ذلك، على هامش واحدة من أكبر المناورات العسكرية لحلف شمال الأطلسي منذ الحرب الباردة والتي ستُجرى في النروج اعتبارًا من يوم غد الإثنين.
ويُشارك في المناورات التي أطلِق عليها اسم "تمرين الاستجابة الباردة"، أكثر من 30 ألف جندي من 27 دولة سيتدرّبون في درجات حرارة ما دون الصفر.
وقال جونسون في البيان: إن "الأمن الأوروبي اهتز بسبب هجوم روسيا على أوكرانيا، وسنتخذ جنبًا إلى جنب مع شركائنا، إجراءات لضمان خروجنا أقوى وأكثر اتحادًا من ذي قبل". وأضاف: "إن ضمان مقاومتنا لتهديدات بوتين يجب أن يتجاوز الجانب العسكري".
مدن محاصرة وسكان دون مياه.. معارك مستعرة بمختلف المدن الأوكرانية والقوات الروسية على بعد 25 كيلومترا من العاصمة #كييف #الحرب_الروسية_الأوكرانية #روسيا #أوكرانيا تابعوا المزيد عبر البث المباشر للتلفزيون العربي على يوتيوبhttps://t.co/bZpp4akyoS pic.twitter.com/An6UwIDkyC
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 12, 2022
الطاقة والاقتصاد
وتعد بريطانيا متقدمة في سياسة العقوبات التي اتخذها الغرب ومن خلفه الولايات المتحدة على روسيا، منذ أن أعلن الرئيس فلاديمير بوتين البدء بعملية عسكرية على جارته في 24 فبراير/شباط الماضي.
وقبل أيام قررت حكومة جونسون تجميد أصول وحظر على السفر على سبعة أوليغارش روس بينهم رومان أبراموفيتش مالك نادي تشلسي لكرة القدم وشريكه التجاري السابق أوليغ ديريباسكا. كما فرضت بلاده قبل يومين عقوبات على 386 عضوًا في مجلس الدوما الروسي.
وقال جونسون: "جنبًا إلى جنب مع شركائنا في بحر الشمال وبحر البلطيق، يجب أن نتأكد من أننا في مأمن من التدخل الروسي في إمدادات الطاقة واقتصادنا وقيمنا".
وتتكون قوة المشاة المشتركة التي تأسست في 2012، من أعضاء الأطلسي، بريطانيا والدنمارك وإستونيا وايسلندا ولاتفيا وليتوانيا وهولندا والنروج، إضافة إلى فنلندا والسويد، وهما ليستا من أعضاء الحلف.
وتجري دول تحالف "جيف" تدريباتها العسكرية التي تقودها المملكة المتحدة في بحر البلطيق، لإثبات "حرية الحركة" في منطقة إستراتيجية متاخمة لروسيا.
وبالنسبة إلى قمة الأسبوع المقبل، يُتوقع أن يوافق قادة تحالف "جيف" على "جدول زمني معزز" للتدريبات في القطب الشمالي وشمال الأطلسي وبحر البلطيق، وفقًا لبيان داونينغ ستريت.
الأمم المتحدة ومشروع قرار
وعلى جانب أخر، تُعقَد في الأمم المتحدة هذا الأسبوع اجتماعات عدة مخصصة للهجوم الروسي على أوكرانيا، من دون أن يُعرف حتى الآن ما إذا كانت ستؤدي إلى تبني أي نص، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية.
وقال أحد هذه المصادر لوكالة فرانس برس: إن من المرتقب أن تكون هناك غدًا الاثنين، خلال اجتماع في مجلس الأمن، كلمة لوزير الخارجية البولندي زبيغنيو راو، رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لعام 2022.
إلى ذلك، يُناقش عدد من أعضاء مجلس الأمن منذ أسبوعين مشروع قرار فرنسيًا مكسيكيًا يتعلق بالمساعدات الإنسانية. ولم يُحدد بعد موعد للتصويت الذي كان مأمولا في الأصل إجراؤه أوائل آذار/مارس.
وفي نسخة من المشروع يندد المجلس بـ"العواقب الإنسانية الكارثية للأعمال العدائية ضد أوكرانيا" ويطالب "بوقف فوري للأعمال العدائية" و"لكل الهجمات ضد المدنيين". كما سيطالب النص بحماية "المدنيين، بمن فيهم العاملون في المجال الإنساني، والأشخاص الضعفاء، بمن فيهم الأطفال".
لكنّ هذا المشروع يواجه خطر الفيتو من جانب روسيا بحسب ما قال دبلوماسيون اقترح بعضهم تقديم المشروع مباشرة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة (193 عضوًا). وحق النقض (الفيتو) غير موجود في الجمعية العامة التي تُعتبر القرارات الصادرة عنها غير ملزمة.
ويقول دبلوماسيون: إن مجلس الأمن قد يجتمع أيضًا للبحث في انتهاكات لحقوق الإنسان. والجمعة، حضّ المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية البريطاني كريم خان الذي قد يشارك في مثل هذا الاجتماع، أطراف النزاع في أوكرانيا على عدم استخدام أسلحة ثقيلة في المناطق المأهولة.