انتقد دبلوماسيون فرنسيون رئيس بلادهم إيمانويل ماكرون، معربين عن أسفهم إزاء موقف باريس المناصر لإسرائيل في الحرب على قطاع غزة المتواصل منذ 38 يومًا والتي خلّفت أكثر من 11 ألف شهيد.
وبحسب صحيفة "لو فيغارو"، أعرب نحو 10 دبلوماسيين فرنسيين يعملون في الشرق الأوسط والمغرب العربي، عن انتقادهم لموقف باريس المؤيد لإسرائيل في قضية غزة، وذلك في بيان أرسلوه إلى وزارة الخارجية.
تعارض مع سياسة "التوازن"
ووفقًا للصحيفة فإن موظفًا بوزارة الخارجية، طلب عدم الكشف عن هويته، ذكر أن البيان أوضح أن موقف ماكرون المؤيد لإسرائيل بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول الفائت يتعارض مع سياسة "التوازن" التي تبنتها فرنسا حتى الآن في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وبحسب موظف الخارجية فقد أشار البيان إلى أن الموقف الذي اتخذه الرئيس ماكرون بشأن قضية غزة أثر "سلبًا" في سمعة فرنسا ونفوذها.
ولفت البيان إلى أن أزمة الثقة بين فرنسا والشرق الأوسط بلغت مستويات "خطيرة" وتنطوي على خطر أن تصبح دائمة.
وجاء أيضًا في البيان أن السياسة الخارجية المؤيدة لإسرائيل تتناقض مع "الخطاب الفرنسي المبني على الإنسانية".
وأضاف: "فرنسا التي لديها خطابات بديلة (لدول الشرق الأوسط)، لم تعد موجودة".
دعم فرنسي لإسرائيل
وفي منتصف الشهر الفائت أعلن وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو في مقابلة مع مجموعة "إيبرا" الصحافية، أن فرنسا تقدم "معلومات استخبارية" لإسرائيل.
وكانت باريس أكدت قبل ذلك أنه لم يُطلب منها تقديم مساعدات عسكرية لإسرائيل، وأن المشاركة في العمليات العسكرية "غير واردة" بالنسبة لها.
وكرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مرارًا، أن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها وتحييد المجموعات التي ضربت شعبها"، وفق رأيه.
إلا أن ماكرون قال قبل أسبوع إن الوضع في قطاع غزة بحاجة لهدنة إنسانية، مشيرًا إلى ضرورة حماية المدنيين في القطاع. كما طالب بإطلاق سراح جميع الأسرى.
كما استضافت فرنسا أخيرًا "مؤتمرًا إنسانيًا" لمحاولة توصيل المساعدات إلى غزة.
وتنديدًا بالعدوان الإسرائيلي على غزة، خرجت مظاهرات في مختلف عواصم العالم ومدنها في واشنطن ولندن وباريس وبرلين وسيدني وتورنتو، ترفع شعارًا واحدًا "أوقفوا الحرب الآن".