الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

كرة القدم والقطط.. أطفال غزة صناع حياة رغم الألم الذي تتسبب فيه إسرائيل

كرة القدم والقطط.. أطفال غزة صناع حياة رغم الألم الذي تتسبب فيه إسرائيل

شارك القصة

ابتسامة أطفال غزة من خيم النازحين أمام مستشفى شهداء الأقصى
ابتسامة أطفال غزة من خيم النازحين أمام مستشفى شهداء الأقصى بقطاع غزة- غيتي
يدفع أطفال غزة الثمن الأكبر للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي لم تتمكن الدول والمنظمات الحقوقية من وقفه حتى اليوم.

تصدر أطفال غزة المشهد الأساسي للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المتواصل منذ أكثر من شهر، والذي تسبب في استشهاد أكثر من 11 ألف فلسطيني، حيث استهدفت إسرائيل المجمعات السكنية والتربوية والمستشفيات في قطاع يشكل الأطفال النسبة الأكبر من سكانه. 

وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، قد أكد لمجلس الأمن قبل أيام أن "طفلًا يقتل في المتوسط كل عشر دقائق في قطاع غزة"، خلال العدوان الإسرائيلي. 

وبلغ عدد الأطفال الشهداء في قطاع غزة أكثر من 4500 طفل، في واحدة من أسوأ المجازر التي ارتكبتها إسرائيل بحق المدنيين والأبرياء بحجة اجتثاث حركة حماس من القطاع المحاصر منذ أكثر من 17 عامًا، والذي شدد جيش الاحتلال الحصار عليه مع بداية العدوان، قاطعًا عن الأطفال وذويهم الماء والكهرباء، والمعونات الغذائية والطبية. 

مباراة كرة قدم 

رغم ذلك، لم يتخلَ أطفال غزة عن حقهم في الحياة، وحتى اللعب، وسط كل هذا الدمار والموت الذي طال الحياة في القطاع الفلسطيني، لاسيما في مراكز الإيواء، حيث أضاء المركز الفلسطيني للإعلام على البطولات الودية التي ينظمها الأطفال النازحون جنوبي القطاع في مدارس الأونروا، والتي أصبحت حديث مواقع التواصل. 

من أجواء مباراة الكرة بين الأطفال النازحين بقطاع غزة
من أجواء مباراة الكرة بين الأطفال النازحين بقطاع غزة- المركز الفلسطيني للإعلام

وأظهر مقطع فيديو وثقه المصور الفلسطيني محمد الشاعر، قبل يومين، نشاطًا ترفيهيًا بجهود شبابية داخل إحدى مدارس إيواء للنازحين في خان يونس بغزة، ظهر خلالها الأطفال وهم يلعبون في فناء المدرسة، وسط هتافات وتصفيق العديد من الأسر النازحة في المدرسة.

وكتب المصور قائلًا: "مباريات كرة قدم من داخل مدارس إيواء النازحين في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ما زلنا نُحاول العيش رغم كل الألم”، فيما أظهر مشهد آخر نشره المصور محمد سلامة، معلق المباراة وهو يتحدث عبر مكبر الصوت، عن الأجواء الترفيهية للأسر النازحة.

الأطفال والأمل

ويقول سلامة عن المقطع: "هنا في قطاع غزة وفي أحد مراكز الإيواء التي تأوي النازحين من كل مكان. في هذه الأوقات نعاني وفي هذه اللحظات آثار القصف والعدوان، هنا نتابع في هذه الأجواء الترفيهية بالرغم من المعاناة وبالرغم من أطنان الصواريخ إلا أن كرة القدم هي الصورة الترفيهية التي نحياها هنا الآن”.

إلى جانب كرة القدم، يتدافع الأطفال فيما بينهم لخوض نشاطات ترفيهية، وبينها الرقص البهلواني "الباركور" ، حيث قال أحد الناشطين في المدارس ممن يمارسون تلك الرياضة لـ"العربي": "الأطفال هنا متعلقون بنا، نحن نعطيهم القليل من الأمل، ونخفف عنهم ما شاهدوه في الحرب". 

من الألعاب الترفيهية
من الألعاب الترفيهية- غيتي

الأطفال وإنقاذ القطط

كذلك، اجتاح ارتباط أطفال غزة بحيواناتهم الأليفة، التي يقومون بتربيتها في المنازل كالقطط والعصافير، مواقع التواصل الاجتماعي، حيث باتت تلك الصور حديث الساعة لدى العديد من الناشطين. 

ومن أبرز تلك الصور، صورة الطفلة "سارة" التي اصطحبت قطتها معها خلال نزوحها من شمال قطاع غزة، حيث تحاصر الدبابات والآليات الإسرائيلية المستشفيات، مرتكبة المجازر بحق المرضى والمصابين.

وطوال مسافة النزوح مشيًا على الأقدام عبر ما يدّعي الاحتلال أنّها ممرات آمنة باتجاه وسط وجنوب القطاع على طول طريق صلاح الدين، حملت سارة قطتها كل هذه المسافة باتجاه الجنوب، في صورة باتت منتشرة بكثافة حول العالم. 

سارة وقطتها ورحلة النزوح من شمال غزة لجنوبها
سارة وقطتها ورحلة النزوح من شمال غزة لجنوبها - إكس

سارة ليست وحدها، فقد أظهر مقطع فيديو آخر، قبل أيام، بضعة أطفال في مركز إيواء للاجئين، وهم يحاولون تهدئة قطة بدت ترتجف بفعل القصف وشدته، أما في إحدى المستشفيات، فقد برزت صورة جديدة لطفل فلسطيني مصاب، رفض التخلي عن قطته خلال وصوله المشفى. 

وصل المشفى وقطته
وصل المشفى وقطته- إكس

الرئيس الإسرائيلي و"هتلر"

وتأتي تلك الصور بالتزامن، مع تصريحات للرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ الذي قال في مقابلة متلفزة: "أريد أن أعرض عليكم شيئًا حصريًّا. هذا هو كتاب أدولف هتلر المترجم إلى العربية كفاحي. إنه الكتاب الذي أدى إلى الهولوكوست والحرب العالمية الثانية، عُثر على هذا الكتاب قبل بضعة أيام فقط في شمال غزة وفي غرفة معيشة للأطفال"، وذلك في معرض تبريره قتل الأطفال في غزة

في حين كانت الجمعية الدولية للصليب الأحمر تصف قبل أيام مشاهد المعاناة والأطفال الشهداء والجرحى في قطاع غزة بأنها "إخفاق عالمي أخلاقي سيطاردنا جميعًا". 

تابع القراءة
المصادر:
العربي - المركز الفلسطيني للإعلام
تغطية خاصة
Close