مع مواصلة إسرائيل عدوانها على قطاع غزة وارتفاع عدد الشهداء إلى أكثر من 11 ألفًا، بعث أكثر من 400 مسؤول سياسي أميركي رسالة إلى الرئيس جو بايدن يحتجون فيها على سياسة الحكومة المتعلقة بإسرائيل.
وبحسب خبر أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية الثلاثاء، فقد أعرب المسؤولون العاملون في مختلف وحدات الدولة عن احتجاجهم على الدعم الأميركي للهجمات الإسرائيلية ضد قطاع غزة.
دعوة لوقف إطلاق النار
وجاء في الرسالة: "ندعو الرئيس بايدن إلى المطالبة بشكل عاجل بوقف إطلاق نار، وتوجيه دعوة إلى وقف تصعيد الصراع الحالي، من خلال ضمان الإفراج الفوري عن الرهائن الإسرائيليين والفلسطينيين المحتجزين تعسفًا، وإيصال المساعدات الإنسانية الكافية من خلال استعادة المياه والوقود والكهرباء وغيرها من الخدمات الأساسية في غزة".
وأكدت الرسالة أنه وفقًا لاستطلاعات الرأي فإن غالبية الأميركيين يؤيدون وقف إطلاق النار، مضيفة: "علاوة على ذلك، لا يريد الأميركيون أن يتم جر الجيش إلى حرب أخرى مكلفة وغير مجدية في الشرق الأوسط".
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين ساهما في إعداد الرسالة وإرسالها إلى بايدن، أن غالبية الموقعين سياسيون ذوو معتقدات مختلفة يعملون في مؤسسات مختلفة من مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي أيه" إلى مجلس الأمن القومي ووزارة العدل.
وأكد المسؤولان اللذان فضلا عدم الكشف عن اسميهما، أن الشخصيات الموقعة على الرسالة لعبت دورًا كبيرًا في انتخاب بايدن للرئاسة.
وبحسب الخبر فإن الرسالة تحتوي على توقيعات أكثر من 400 من السياسيين والموظفين الذين يمثلون حوالي 40 مؤسسة حكومية.
وحط بايدن في إسرائيل في 18 من الشهر الفائت، وأعلن وقتها أنه سيطلب من الكونغرس الأميركي تقديم دعم "غير مسبوق" لإسرائيل، وقال: "أتيت إلى إسرائيل حاملًا رسالة واحدة هي أنكم لستم وحدكم".
كما أكد الرئيس الأميركي جو بايدن حينها أن الولايات المتحدة "ستبذل كل ما في وسعها لضمان أمن إسرائيل"، وفق تعبيره.
تزايد الانتقاد لإدارة بايدن حول تعاطيها مع الحرب
وقبل أيام دعت عضو الكونغرس الأميركي كوري بوش إلى وقف إطلاق نار "تام" بدل "هدنة إنسانية" في قطاع غزة المحاصر.
وتصاعدت الدعوات المطالبة بوقف لإطلاق النار، وكذلك الاحتجاجات ومن بينها تظاهرة هذا الشهر أمام البيت الأبيض.
وأمس الإثنين، تحرك وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، للتعامل مع الانتقادات المتزايدة في صفوف الوزارة بشأن سياسة إدارة بايدن تجاه الحرب على قطاع غزة، إذ دعا مئات من موظفي الحكومة بشكل علني، وفي أحاديث خاصة إلى وقف لإطلاق النار.
وقالت مصادر مطلعة على الأمر لوكالة "رويترز"، إن ما لا يقل عن ثلاث برقيات تنتقد سياسة الإدارة، تم إرسالها عبر "قناة المعارضة" الداخلية بالوزارة، التي تأسست خلال حرب فيتنام، وتسمح للدبلوماسيين بإثارة المخاوف بشأن السياسة مع وزير الخارجية دون الكشف عن هوياتهم.