بطريقة فريدة ومؤثرة، تحدثت طفلة فلسطينية من غزة مع مراسل "العربي" باسل خلف، عمّا تغير في حياتها منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع.
فقد كشفت الطفلة رؤى الشمالي أنها عضو في مجلس حقوق الطفل، وقالت إنها كانت "طفلة عادية" تذهب إلى المدرسة مثل بقية أترابها في جميع أنحاء العالم، قبل أن يبدأ القصف الإسرائيلي على كل مكان في غزة وتتغير حياتها وحياة من حولها.
"أشتاق للجلسات العائلية"
وروت رؤى أنها هُجرت من مسكنها مثل مئات الآلاف من الغزيين، وأضافت: "نزحت من شمال غزة، وأقيم الآن في مدارس الإيواء.. وحتى الآن لا إمكانيات متاحة للتعلم أو حتى العلاج".
فضلًا عن ذلك، لفتت الطفلة إلى حجم معاناة سكان القطاع جراء فقدان اللوازم الحياتية الأساسية بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل ومنع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، إلى جانب الارتفاع الكبير في أسعار السلع إن وجدت.
وبينما شكت قلة المتاح من المأكل والمشرب، قالت إنها تشتاق إلى أيام الدراسة والجلسات العائلية، والروتين اليومي الذي كان الغزيون يعيشونه قبل الحرب.
قصيدة البرغوثي
واختارت الطفلة الفلسطينية رؤى الشمالي أبياتًا من قصيدة شعرية لتميم البرغوثي، لتختم بها كلامها على طريقتها عبر كاميرا "العربي".
فقالت الطفلة رؤى: "حدثني بالله عليك.. ضعوا الأوطان في الأكفان السوداء لا يليق الأبيض بالفتن.. كنا بلاد العرب أشقاء، زّجت أوطاني بالمحن.. جربنا الحرب في مدافعنا فضلّ أطفال أمتنا عرايا بلا سكن".
وأكملت رؤى القصيدة: "حدثني بالله عليك عن وطني والجراح.. حدثني بالله عليك عن أصوات الطلقات من فوهة السلاح.. حدثني بالله عليك كيف نجوت من الموت بأعجوبة وخبّرني عن وقتك بالكفاح".
وختمت الطفلة الفلسطينية رؤى الشمالي إلقاءها لقصيدة البرغوثي بهذه الأسطر: "أخبرني بالله عليك كم طفلٍ شاهدت يموت.. أخبرني بالله عليك أبكيت حزنًا أم كنت تنشر أخشاب التابوت".