حقّقت الجدة الفلسطينية جهاد بطو حلمها بالتخرج من الجامعة وهي في عمر الـ85. وتقول الجدة المعروفة بأم سهيل: "شعرت أن الحلم الذي كنت أتمناه عندما كنت صغيرة قد عاد لي. شعرت أن حلمي تحقق".
وبطو هي من بلدة الناصرة وأم لخمسة أبناء وجدّة للعديد من الأحفاد. واستطاعت بعد عقود على توقفها عن الدراسة الحصول على شهادة جامعية في الشريعة الإسلامية من كلية العلوم الشرعية والأحكام في الإسلام في كفربرا في الداخل الفلسطيني. وتقول: "كنت أنوي التعلّم منذ زمن وسأستمر في التعلم إن شاء الله".
وسمّيت الجدة التي ولدت عام 1936، جهاد نسبة للثورة في فلسطين التي انطلقت في العام ذاته. وقد أنهت تعليمها في الصف الخامس قبل النكبة، ثم هُجرت مع عائلتها من قرية المجيدل قضاء الناصرة.
ورغم أنها كانت تلميذة متفوقة، فقد منعها مرض والدتها من مواصلة دراستها. وتضيف أم سهيل: "حصلت على هذه الشهادة بعد جهد جهيد".
ورغم انقطاعها عن الدراسة لفترة طويلة، إلّا أن هاجس متابعة تعليمها صاحبها طوال السنين الماضية فعلّمت أبناءها وتعلّمت منهم. وتقول: "تزوجت عندما كنت صغيرة واعتنيت بأولادي وعندما بدأوا بالتعلم تعلّمت معهم من الصف الأول وحتى صف الـ12 أعلمهم وأتعلّم منهم".
"الحمد لله نجحت متميزة".. حين لا يعترف الحلم بالعمر، سيدة فلسطينية تحصل على شهادة جامعية في سن الـ 85 @AnaAlarabytv pic.twitter.com/nsY2dVAD1i
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 28, 2021
ثم التحقت الجدة بصفوف محو الأمية ودرست العربية والعبرية والإنكليزية والرياضيات. واستطاعت جهاد أيضًا إتمام حفظ القرآن، وقد تجاوزت حينها الـ70 عامًا. ثم التحقت بالجامعة حين كان عمرها 81 عامًا، أي بعد نحو سبعة عقود على تركها مقاعد الدراسة. وتقول: "عدت للتعلّم من جديد بمعهد كفربرا، وعندما بدأت مرحلة كورونا علّمني أولادي على تطبيق زوم، حيث كنت أحل الفروض وأجري الامتحانات".
وتوصي جهاد كل شخص مهما بلغ من العمر بأن يتعلم. وتقول: "هذه هي أيضًا رسالتي، أطلب العلم من المهد إلى اللحد".