شدد مسؤولون في منظمة الصحة العالمية -اليوم الجمعة- على أن خطر انتشار فيروس "إيبولا" من غينيا إلى جيرانها "كبير للغاية"، وأن بعض الدول المجاورة ليست على استعداد لمواجهة موجات التفشي أو تنظيم حملات للتطعيم في المستقبل.
وأفاد ممثل منظمة الصحة العالمية في غينيا، جورج ألفريد كي-زيربو، في إفادة عبر الإنترنت بأنه تم رصد 18 مصابا توفي أربعة منهم.
وفي السياق ذاته؛ أكد مسؤولون أن تقييم مستوى الاستعداد لدى جيران غينيا، السنغال وغينيا بيساو ومالي وساحل العاج وسيراليون وليبيريا، يكشف عن ثغرات في الاستعدادات.
وأوضح عبد السلام جويي، مدير الطوارئ في منظمة الصحة العالمية في المنطقة، في مؤتمر عبر الإنترنت من غينيا، قائلا: "هناك ست دول مجاورة لغينيا وقد أجرينا تقييمًا لدرجة الاستعداد. اثنتان منهن غير مستعدتين وواحدة في وضع متأرجح وثلاث دول مستعدة إلى حد ما".
وأضاف أن كل دول الجوار ليس فيها دولة واحدة مستعدة تمامًا لبدء التطعيم ضد مرض إيبولا، إذا اقتضى الأمر، كما لا تتوافر جرعات كافية من اللقاحات على أي حال لبدء التطعيم الوقائي. لكنه أشار إلى أن "دول الجوار وافقت على التعاون والتنسيق عبر الحدود للسيطرة على تفشي المرض".
وجرى حتى الآن تطعيم 1604 أشخاص ضد إيبولا في غينيا، مع أول عودة للفيروس إلى هذا البلد، منذ موجة تفش امتدت بين 2013 و2016، وكانت الأسوأ في العالم، عندما انتشر الفيروس في عدة دول أخرى في غرب إفريقيا وقضى على حياة الآلاف.
خصائص فيروس "إيبولا"
وبحسب منظمة الصحة العالمية، يسبب إيبولا مرضًا حادًا وخطيرًا يودي بحياة الفرد في أغلب الأحيان إن لم يُعالج. وقد ظهر المرض لأول مرة عام 1976، في إطار موجتين اثنتين اندلعتا في آن معًا: إحداهما في نزارا بالسودان، والأخرى في يامبوكو بجمهورية الكونغو الديمقراطية. وانتشر المرض في الكونغو في قرية تقع على مقربة من نهر "إيبولا" الذي اكتسب المرض اسمه منه.
ويُعتقد أن خفافيش الفاكهة من الفصيلة "بتيروبوديداي" هي المضيف الطبيعي لفيروس "إيبولا". وينتقل الفيروس إلى تجمعات السكان البشرية عن طريق ملامسة دم الحيوانات المصابة بعدوى المرض أو إفرازاتها أو أعضائها أو السوائل الأخرى من أجسامها، مثل قردة الشمبانزي والغوريلا وخفافيش الفاكهة والنسانيس وظباء الغابة وحيوانات النيص التي يُعثر عليها معتلة أو نافقة في الغابات الماطرة.
ولا ينقل الإنسان عدوى المرض حتى يبدي أعراضه التي تتمثل أولاها في الإصابة فجأة بحمى موهنة وآلام في العضلات وصداع والتهاب في الحلق، يتبعها تقيؤ وإسهال وظهور طفح جلدي واختلال في وظائف الكلى والكبد، والإصابة في بعض الحالات بنزيف داخلي وخارجي على حد سواء.
وتظهر النتائج المختبرية للمصابين انخفاضًا في عدد الكريات البيضاء والصفائح الدموية، وارتفاعًا في معدلات إفراز الكبد للأنزيمات.