السبت 14 Sep / September 2024

"الخلايا الخالدة".. عائلة تقاضي شركة تكنولوجيا "لسرقة" أنسجة جدتهم

"الخلايا الخالدة".. عائلة تقاضي شركة تكنولوجيا "لسرقة" أنسجة جدتهم

شارك القصة

هنريتا لاكس التي أخذ الأطباء عينات من خلاياها السرطانية دون علمها (تويتر)
هنريتا لاكس التي أخذ الأطباء عينات من خلاياها السرطانية دون علمها (تويتر)
أخذ الأطباء عام 1951 عينات من خلايا سيدة أميركية اكتشفت إصابتها بسرطان عنق الرحم، دون علمها، وأعطي بعض منها للباحثين دون إذن أو علم المريضة.

تطالب عائلة سيدة أميركية بحصولها على تعويضات من شركة تكنولوجيا، لاستخدامها خلايا جدتهم الراحلة في بحوث علمية منذ عام 1951.

واكتشفت هنريتا لاكس وهي سيدة أميركية سوداء إصابتها بسرطان عنق الرحم عام 1951، في مستشفى جونز هوبكنز في بالتيمور بولاية ماريلاند الأميركية.

ووفق موقع "نايتشر"، فقد أخذ الأطباء حينها عينات من خلاياها السرطانية دون علمها، وأعطي بعض من خلاياها لأحد الباحثين دون إذن أو علم المريضة.

وفي المختبر تبين أن خلايا لاكس تتمتع بقدرة غير عادية على البقاء والتكاثر، حتى إن العلماء أطلقوا عليها اسم "الخلايا الخالدة". 

وتمكن أحد الباحثين باستخدام عينات لاكس من إنشاء أول خلايا بشرية تتكاثر خارج الجسم، بحسب شبكة سي إن إن. كما تمت مشاركتها على نطاق واسع مع علماء آخرين.

دعوى بعد 70 عامًا

وقررت عائلة لاكس وأحفادها، بعد 70 عامًا من الحادثة رفع دعوى قضائية على شركة "ثيرمو فيشر سيانتيفك" للأبحاث العلمية بسبب استخدامها لخلايا جدتهم دون موافقتها.

ووصفت الدعوى القضائية النظام الطبي بـ"غير العادل على أساس عرقي"، قائلةً إن الشركة تستفيد من "السلوك غير القانوني" لأطباء جونز هوبكنز وإن "مكاسبها غير المشروعة تعود إلى ملكية لاكس".

أما شركة التكنولوجيا الحيوية "ثيرمو فيشر سيانتيفك" فتحقق إيرادات سنوية تبلغ حوالي 35 مليار دولار وفقًا لموقعها على الإنترنت.

بالمقابل، يطالب محامو العائلة "بدفع تعويضات توازي أرباحها.. التي حصلت عليها بناءً على أبحاث متعلقة بخلايا السيدة لاكس طوال تلك السنوات".

ولم تعلّق شركة التكنولوجيا على الدعوى حتى الآن، فيما قال مستشفى جونز هوبكنز: "إنه لم يبع أو يستفد أبدًا من سلالات خلايا لاكس"، حسب ما جاء في تقرير "نيويورك تايمز".

الكشف عن هوية لاكس

وتعدّ خلايا لاكس ذات أهمية علمية كبيرة وأصبحت بمثابة العمود الفقري للبحوث البيولوجية، وقد سميّت لاحقًا بـ"خلايا هيلا".

وبقيت هوية السيدة وراء تلك التسمية مخفية لنحو عقد من الزمن، قبل أن يكشف عن اسمها لاحقًا وقدمت سجلاتها الطبية إلى الإعلام دون إذن عائلتها.

كما نشر جينوم خلاياها على الإنترنت قبل أن يحُذف لاحقًا نتيجة الاعتراض الواسع.

ولم تتلق الأسرة أي تعويضات عن استخدام خلايا لاكس، على الرغم من أن أكثر من 100 شركة، معظمها شركات أدوية، استفادت من "خلايا هيلا"، حسبما ذكر كريستوفر سيجر، أحد المستشارين القانونيين للعائلة، في خبر صحافي.

وفي الدعوى المرفوعة ضد Thermo Fisher، تسعى عائلة السيدة الراحلة إلى الحصول على تعويض مالي من عملاق التكنولوجيا الحيوية، كما عقد اتفاق يضمن عدم استخدام الشركة لخلاياها في المستقبل دون الحصول أولًا على إذن منهم.

أهمية "الخلايا الخالدة"

على الرغم من اختلاف خلايا هيلا السرطانية عن الخلايا البشرية السليمة، وجد العلماء أن تلك الخلايا لا يزال من الممكن أن تكون مصابة بفيروس شلل الأطفال وأنها نجت من العدوى لفترة أطول من الخلايا الطبيعية، مما يجعلها مثالية لاختبار اللقاحات.

وبالتالي، ساهمت هذه الخلايا على مرّ السنوات في تحقيق اكتشافات علمية كبرى في مجالات السرطان والأمراض المعدية وعلم المناعة، وتأثيرات انعدام الجاذبية في الفضاء، ولقاح شلل الأطفال، وأمراض مثل الإيدز وحتى لقاحات فيروس كورونا.

وقام العلماء أيضًا بإصابة الخلايا بالفيروسات المسببة لفيروس نقص المناعة البشرية والهربس وزيكا وغيرها، للتحقق من كيفية عمل مسببات الأمراض، واستخدموا أيضًا الخلايا طويلة العمر لدراسة الشيخوخة الخلوية.

وتفجرّت القضية عام 2010 عقب صدور كتاب "الحياة الخالدة لهنريتا لاكس"، وأثارت انتقادات وأسئلة حول أخلاقيات التعامل مع الخلايا الإنسانية، واعتبرها كثيرون مثالًا صارخًا على "عدم المساواة العرقية".

وذكر موقع "لايف ساينس" أن لاكس توفيت بعد فترة وجيزة من أخذ خزعتها عام 1951، ولم تعلم عائلتها باستخدام خلاياها في البحوث حتى منتصف السبعينيات.

تابع القراءة
المصادر:
العربي/ترجمات
Close