الجمعة 4 أكتوبر / October 2024

الخمول البدني يصيب ثلث البالغين في العالم.. ماذا عن البلدان العربية؟

الخمول البدني يصيب ثلث البالغين في العالم.. ماذا عن البلدان العربية؟

شارك القصة

تناقص النشاط البدني
يخفي الارتفاع شبه العام في نمط الحياة الخامل في كل أنحاء العالم فوارق جغرافية واجتماعية سكانية- غيتي
أوصت منظمة الصحة العالمية الأفراد البالغين بممارسة 150 دقيقة من التمارين البدنية المعتدلة أسبوعيًا على الأقل.

كشفت دراسة نُشرت الأربعاء أن نحو ثلث البالغين في العالم، وهو رقم آخذ في الارتفاع، لا يمارسون نشاطًا بدنيًا كافيًا، ما يهدد صحتهم البدنية والنفسية، وتفوق نسبة هؤلاء 50% في ست دول عربية.

ففي عام 2022، لم يمارس 31.3% من البالغين، أي نحو 1.8 مليار شخص، أي نشاط بدني مطابق للتوصيات الصحية، أي بزيادة نحو خمس نقاط عما كان عليه هذا الرقم عام 2010، وفقًا لتقديرات خبراء وخصوصًا من منظمة الصحة العالمية، نشرتها في مجلة "ذي لانسيت غلوبل هيلث"، هي الدراسة الأوسع حتى اليوم.

وقال مدير إدارة تعزيز الصحة في منظمة الصحة العالمية الدكتور روديغر كريش خلال مؤتمر صحافي: إن "الخمول البدني يمثل تهديدًا صامتًا للصحة العالمية"، معربًا عن أسفه لكون "العالم لا يتحرك في الاتجاه الصحيح"، خلافًا لما كان يؤمل.

ورأت رئيسة وحدة النشاط البدني في المنظمة الدكتورة فيونا بول أن هذه النتائج بمثابة "جرس إنذار".

ففي حال استمر الاتجاه الحالي، سترتفع مستويات الخمول إلى 35% بحلول عام 2030، وفقًا للباحثين، ما يعني الابتعاد أكثر فأكثر عن الهدف العالمي المتمثل في الحد من الخمول البدني بنسبة 15% بحلول سنة 2030.

150 دقيقة من التمارين البدنية

ولتعزيز الصحة الجيدة، توصي منظمة الصحة العالمية البالغين بأداء 150 دقيقة على الأقل من التمارين البدنية المعتدلة خلال الأسبوع، كالمشي والسباحة وركوب الدراجات وسوى ذلك، أو القيام بـ75 دقيقة على الأقل من التمارين البدنية الشديدة خلال الأسبوع، كالجري والرياضات الجماعية وغيرها، أو بمزيج متكافئ من الأنشطة المعتدلة والشديدة.

وذكّر الدكتور كريش بأن الخمول يزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري من النوع الثاني، وبعض أنواع السرطان، كسرطانَي الثدي والقولون، والاضطرابات النفسية.

وشرحت الدكتورة ليان رايلي من قسم الأمراض غير المعدية في منظمة الصحة العالمية، أن قلة النشاط البدني لا تؤثر سلبًا على الفرد فحسب، بل تمثل كذلك "عبئًا ماليًا على الأنظمة الصحية".

ويخفي الارتفاع شبه العام في نمط الحياة الخامل في كل أنحاء العالم فوارق جغرافية واجتماعية سكانية.

واحتلت منطقتا آسيا والمحيط الهادئ (48%) تليها جنوب آسيا (45%) رأس قائمة المناطق التي عانت قلة النشاط البدني عام 2022، في حين سُجلت النسب الأدنى في أوقيانيا (14%) وإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

النساء أكثر من الرجال

ويعاني أكثر من 50% من البالغين في عشر دول هي الإمارات العربية المتحدة والكويت وكوبا ولبنان وكوريا الجنوبية وبنما وقطر والعراق والبرتغال والمملكة العربية السعودية من قلة الحركة. وفي المقابل، تقلّ النسبة عن 10% في 15 دولة في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والدول الغربية الغنية وأوقيانيا وجنوب آسيا.

وتعزز اتجاه آخر وهو أن متوسط الخمول البدني لدى النساء (33.8%) يفوق المعدّل لدى الرجال (28.7%).

وفي ثلث البلدان تقريبًا، تتجاوز الفجوة بين النساء والرجال عشر نقاط مئوية. وفي أفغانستان وباكستان وكوبا وغويانا وإيران وجزر البهاماس، تصل إلى 20 نقطة على الأقل.

ويشكّل العمر أيضًا عاملًا في الخمول، إذ لوحظت زيادة كبيرة في معدله لدى من تجاوزوا الستّين.

وأوضحت الدكتورة فيونا بول أنّ لهذه الزيادة الكبيرة في الخمول في العالم "أسبابًا متعددة"، من بينها اتساع استخدام وسائل النقل، وازدياد الوظائف المستقرة، والأنشطة الترفيهية القائمة على الشاشات.

ودعا الدكتور كريش إلى عدم الاكتفاء "بمشاهدة الأنشطة الرياضية من دون ممارسة أي نشاط بدني". وأضاف: "انهضوا وتحركوا".

ورأى الخبراء أن تعديل السلوك الفردي لا يكفي لتغيير هذا الواقع، بل ينبغي إحداث تغيير في المجتمعات وتوفير بيئات، وخصوصًا في المدن، أكثر ملاءمة للنشاط البدني (كالمشي وركوب الدراجات الهوائية وغير ذلك) وجعل العمل أقل استقرارًا.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close