بينما تتعالى التحذيرات وتتواصل الجهود للحدّ من التدخين، وينصبّ التركيز على تبيان المضار التي تتركها السجائر على الصحة، يشكّل احتمال اكتساب الوزن عائقًا أمام الإقلاع عن التدخين بالنسبة لواحد من كل عشرة مدخنين.
فبحسب مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها الأميركي، يؤدي التدخين إلى المرض والعجز ويضرّ بكل أعضاء الجسم تقريبًا. وتصل الآثار السلبية إلى حد الإضرار بالرئتين والإصابة بأنواع من السرطانات، يعرف المدخنون قدرًا متفاوتًا منها.
وبينما يختار بعضهم الاستمرار بتلك العادة السيئة، يرى آخرون أن الفرصة ما تزال سانحة أمامهم للإقلاع عن التدخين. ومن هؤلاء من يتخذ قرارًا لا رجوع عنه، بمقابل من يترددون لا سيما أمام الخوف من اكتساب الوزن.
وفي هذا السياق، تلفت مجلة "صحة" الفرنسية إلى أثر التدخين على الشهية، مذكرة أن التبغ يحد من الشعور بالجوع من خلال العمل على استقرار مستويات السكر في الدم، ويتسبب ـ مع كثرة الاستخدام ـ بفقدان حاستَي التذوق والشم.
لم يزداد الوزن بعد الإقلاع عن التدخين؟
تؤكد اختصاصية التغذية مريم توكابري على وجود رابط بين الإقلاع عن التدخين والزيادة في الميزان. وتشرح أن تحسّن حاستي الذوق والشم، يزيد الرغبة بتذوق الطعام، والشهية على تناول المأكولات، ما يعني زيادة في عدد الحريريات المستهلكة.
وترحب توكابري بتلك الزيادة في الوزن، والتي تتراوح بين 3 إلى 4 كيلوغرامات، إن كان الخوف من اكتسابها حجة البعض لعدم الإقلاع عن تلك العادة السيئة.
وتقول: الزيادة في الوزن ثم خسارته لاحقًا أفضل من مواصلة التدخين.
إلى ذلك، تقدم أخصائية التغذية مجموعة من النصائح التي تساعد من يرغبون بالابتعاد تمامًا عن السجائر على الحصول على الغذاء المناسب.
وتحذر بداية من مغبة معالجة الإدمان بإدمان آخر، مشيرة إلى أن أي مادة تعطي نشوة في المخ تسبّب الإدمان.
وبعد الإشارة إلى مضار النيكوتين وما يتسبب به، لا سيما على مستوى فقر الدم، تحذر من استبداله بالسكر الأبيض.
وفي هذا الصدد، تنصح باللجوء إلى الأطعمة الطبيعية المحضرة في المنزل، والبعيدة من التصنيع ولا تحتوي على ملح أو سكر مضاف.
وتدعو إلى التركيز على الخضراوات الغنية بالألياف التي تعزّز الشعور بالشبع، وتلك الملونة الغنية بدورها بالفيتامين "سي".
أطعمة تحسن الرئتين والتنفس
وبينما تحثّ على تناول أطعمة غنية بفيتامين "إي"، تشير إلى أنها تحسن صحة الرئتين والتنفس، وتساعد على التخلص من الجذور الحية، التي تزيد من خطر الإصابة بالسرطانات.
وتلفت إلى أهمية التركيز على البروتيدات الموجودة في الدواجن بصورة عامة، والسمك الابيض، والبيض، مشيرة إلى أن البروتيدات تقوي العضلات، ما ينعكس على عملية الأيض وعدم زيادة الوزن.
توكابري التي تعدد فوائد الحبوب الكاملة ومنها تحسين عملية الهضم، تذكر بضرورة انتظام عمل الجهاز الهضمي للتخلص من النيكوتين والمواد الضارة الناتجة عن استهلاك السجائر.
وتنصح باستبدال القهوة بكل من الشاي الأخضر، والنقائع التي تحتوي على الأعشاب، والكاكاو الخالي من السكر، موضحة أن هذه المشروبات تسهم في استرخاء الجسم والتقليل من التوتر، الذي تشهده عادة فترة الإقلاع عن التدخين.
