تنتمي الكثير من الأعمال التي تعرض بمصر في رمضان لهذا العام إلى قالب الدراما الجادة، التي تركّز على هموم ومشكلات المواطنين. وبدا جليًا غياب الأعمال الكوميدية وسيطرة الأعمال الدرامية الاجتماعية والأكشن.
وقد دفعت جرأة الدراما الزائدة بعض المشاهدين للمعاناة من التوتر.
"اضطراب ما بعد الصدمة"
ويؤكد المستشار النفسي، إيهاب الخراط، أن اللحظات الدرامية أو المأساوية التي تحتوي على صدمة نفسية قد تسبب أزمة نفسية ولا سيما لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد لذلك.
ويقول في حديث إلى "العربي": "قد يقوم المشاهد بتقمص شخصية الممثل والأحداث التي يعيشها فيدخل في صدمة نفسية ويعيش حالة اضطراب ما بعد الصدمة".
ولا ينحصر ذلك بالأعمال الدرامية، بل يتعداها إلى الأخبار.
ويعتبر الخراط أن معظم الناس لن تصل إلى مراحل متقدمة من اضطراب ما بعد الصدمة، لكن هناك مهارة تسمى مهارة فك التعلق او الارتباط، حيث يذكّر المشاهد نفسه أن أحداث المشهد الدرامي لا تحدث لها أو لأحد المقربين إليها، ولكن ما تشاهده عبارة عن عمل فني مؤثر.
كيف نعالج اضطراب المشاهد؟
يتعين على الشخص الذي تعرض لاضطراب ما بعد الصدمة جراء مشاهدة عمل درامي معين إدراك ذلك ومعالجته. ويتمكن المشاهد من ذلك عبر التحدث إلى شخص يثق به وقادر على الإنصات أو التوجه للحصول على المساعدة من متخصص نفسي.
وينصح الخراط أيضًا هذا المشاهد بكتابة ماذا حدث والتعبير عن شعوره لتغيير الرسائل التي وصلت إلى اللاوعي وتنشيط العقل الواعي.
ويشير إلى أن عدة دراسات أثبتت وجود علاقة بين العنف في الأعمال التلفزيونية أو السينمائية وزيادة معدلات العنف، فيما زعمت دراسات أخرى أن هذا التأثير مبالغ فيه.
كما يعتبر الخراط أن حساسية المجتمع تجاه المشاهد التي تعرض إيحاءات جنسية يجب أن تنسحب على مشاهد العنف ولا سيما بالنسبة للأطفال، الذين هم أكثر عرضة للإصابة باضطرابات ما بعد الصدمة.