الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

الدوحة تحمل شعلة الثقافة الإسلامية.. برنامج غني وتحديات كبرى

الدوحة تحمل شعلة الثقافة الإسلامية.. برنامج غني وتحديات كبرى

شارك القصة

تسعى الدوحة إلى أن تذكّر بفرادة الثقافة الإسلامية بوصفها واحدة من أهم ثقافات العالم، وبما قدّمته من إضافة للحضارات الإنسانية بمساهماتها الثرية.

حملت العاصمة القطرية الدوحة شعلة الثقافة بعدما اختارتها منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" لتكون عاصمة الثقافة الإسلامية للعام 2021.

وبهذا المناسبة أطلقت الدوحة برنامجًا غنيًا بما يقارب 70 فعالية وتظاهرة ستحتضنها على مدار العام الجاري، تحت شعار "ثقافتنا نور".

وتسعى الدوحة، من خلال هذا الشعار، أن تذكّر بفرادة الثقافة الإسلامية بوصفها واحدة من بين أهم ثقافات العالم، وما قدّمته من إضافة للحضارات الإنسانية بمساهماتها الثرية.

كيف استوفت الدوحة الشروط المطلوبة؟

لم يأتِ اختيار الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي إلا بعد استيفائها للشروط المطلوبة، فلسنوات عملت دولة قطر على الاهتمام بالتراث والتاريخ الأثريّ، وفي مقدّمته التراث الإسلامي.

وحافظت الدوحة على رصيدها الثقافي الإسلامي ورمّمت عددًا من المناطق الأثرية، كما سعت إلى توفير كلّ الإمكانيات لحفظ الذاكرة الإسلامية في متحف فنّي تُعرَض فيه قطع أثرية وتاريخية إسلامية.

متحف الفن الإسلامي
يُعدّ متحف الفن الإسلامي في الدوحة رمزًا من رموز قطر، وأحد المعالم المميزة في تاريخ المتاحف والآثار الإسلامية على مستوى العالم (غيتي)

كما احتضنت دولة قطر مؤتمرات خاصة بالعمارة الإسلامية، وأنشأت صروحًا بطابعها، ووفّرت بنية تحتية بمخزون ثقافي إسلامي، من ذلك مكتبة وطنية عصرية توفّر عددًا هامًا من المراجع والكتب لمختلف الثقافات، إضافة إلى مسارح وفضاءات شاسعة لاحتضان الفعاليات.

قطر تتحدى الظروف الصحية

وخلال هذا العام، ستنظّم قطر أكثر من 70 فعالية متعلقة بالثقافة الإسلامية، متحدّية بذلك الظروف الصحية الخاصة التي يمرّ بها العالم بسبب جائحة كورونا، من ذلك فعالية "الريل"، وهو عرضٌ عبر تقنية الفيديو يقدّم رحلة للقطار يجوب فيها مناطق متنوّعة في دولة قطر، كما يعود على أهم الأحداث والفعاليات التي شهدتها البلاد.

وبحسب برنامج وزارة الثقافة والرياضة القطرية، فإنّ الاستضافة ستقدّم نمطًا سياحيًا جديدًا من خلال الاستثمار في تراث الدوحة وجلب اهتمام الزائرين في العالمين العربي والإسلامي لاكتشاف المعالم الإسلامية التاريخية في أكثر من مدينة قطرية، تضمّ معالم مصنّفة على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو".

أصالة الدوحة وعراقة تاريخها 

وتؤكد الأمينة العامة للجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم حمدة السليطي أنّ لدولة قطر سجلًا هائلًا ومليئًا بالإنجازات خلال الفترة السابقة أهّلتها لتكون عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي.

وتوضح السليطي، في حديث إلى "العربي"، أن اختيار الدوحة جاء بناءً على عراقة تاريخها وأصالتها، إضافة إلى اهتمامها بالموروث الثقافي سواء كان ماديًا أو غير مادي، والمقومات الحضارية والمعالم الإسلامية التي اهتمت بها الدولة وأرّخت لها وعزّزتها.

وتلفت إلى أن اهتمام القطاع الخاص أيضًا بالثقافة والتراث، وانفتاح الدوحة على الآخر وبناء منصّات حوار، إضافة إلى القيم الإنسانية التي يمتاز بها الشعب القطري، كلها عوامل أهّلت هذه المدينة لتستحقّ اللقب، إلى جانب المؤتمرات والملتقيات والمهرجانات التي رعتها، والمقامات التي تضمّها، ومن بينها مثلًا متحف الفن الإسلامي.

وتشدّد السليطي على أن شعار "ثقافتنا نور" انفتاحي منبثق من الثقافة الإسلامية، مشيرة إلى أنه "يدل على الانفتاح على الثقافات الأخرى وعلى أهمية الثقافة في الترابط وخلق جسور التواصل فيما بين الشعوب".

وتضيف: "نعتز بثقافتنا القطرية الأصيلة التي جُبِلنا عليها وترعرعنا عليها ونرى معالمها وآثارها تتوارث عبر الأجيال جيلًا بعد جيل".

100 فعالية جديدة قيد الإعداد

من جهته، يؤكد المنسق العام للفعالية حمد جابر العذبة أنّ من أهم المعايير التي اشترطتها منظمة "إيسيسكو" لاختيار عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي أن تكون مدينة ذات عراقة تاريخية مدونة، ولها مساهمات متميزة في مختلف المجالات الإنسانية، ولا سيما في الثقافة والعلم والفن والأدب، وأن تكون لديها مراكز أثرية ومكتبات للمخططات والمخطوطات، كما تمتلك مؤسسات ثقافية فاعلة في المجتمع لتنشيط الحركة الثقافية.

ويقرّ العذبة، في حديث إلى "العربي"، بوجود "تحديات" ستواجهها الدوحة بسبب الجائحة التي تعصف بالعالم، في إشارة إلى كوفيد19، لكنه يقول: "نحن نعشق التحدي في دولة قطر"، مضيفًا: "قمنا بكل الإجراءات الاحترازية وراعينا كل التدابير الوقائية في الفعاليات، وسنواكب كل المستجدات على خط الوباء تدريجيًا".

وإذ يلفت إلى أن الرزنامة المجدولة تتضمن أكثر من 70 فعالية تم اعتمادها، يكشف أنّ هناك في الواقع أكثر من 100 فعالية قيد الإعداد ستنضم قريبًا لجدول الفعاليات؛ إذ ما زالت قيد الدراسة وتنتظر الاعتماد، كما أنّ الكثير من الجهات أبدت رغبتها للمساهمة في هذه الفعاليات.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close