أكد الرئيس الأميركي جو بايدن لقدامى المحاربين الأميركيين، الإثنين، بأن توليه منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة كان "أكبر شرف" في حياته، بينما وضع إكليلًا من الزهور في مراسم ظهرت خلالها كامالا هاريس لأول مرة إلى جانبه منذ هزيمتها الانتخابية.
وتعد المراسم التي أقيمت في "مقبرة أرلينغتون الوطنية" المرة الأولى التي تظهر نائبته هاريس علنًا، منذ خطابها في السادس من نوفمبر/ تشرين الثاني الذي أقرّت فيه بهزيمتها في الانتخابات الرئاسية أمام دونالد ترمب.
وبدأ الديمقراطيون نقاشات داخلية لتحديد أسباب خسارة هاريس، إذ يحمّل البعض بايدن المسؤولية بسبب إصراره في البداية على الترشح مرة أخرى رغم بلوغه 81 عامًا.
وأما انتقادات هاريس نفسها فكانت أخف بكثير، فيما أشاد بايدن الخميس بنائبته في خطاب متلفز من البيت الأبيض.
آخر زيارة للرئيس بايدن لأرلينغتون
واستضاف بايدن اليوم عسكريين سابقين في البيت الأبيض إحياء لـ"يوم المحاربين القدامى" قبل التوجه إلى أرلينغتون، حيث دُفن رئيسان سابقان وجنرالات شاركوا في أهم الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة، وحوالي 400 ألف عسكري آخر.
وشارك بايدن وهاريس اللذان ارتديا بزات داكنة في مراسم وضع أكاليل الزهور على قبر الجندي المجهول.
وقال بايدن: "ستكون هذه المرة الأخيرة التي أقف فيها هنا في أرلينغتون كقائد أعلى للقوات المسلحة. كان أعظم شرف في حياتي بأن أكون زعيمًا لكم وأخدمكم وأرعاكم وأدافع عنكم، كما دافعتم أنتم عنا على مدى أجيال".
وتحدّث بايدن عن زياراته إلى مقابر المحاربين القدامى في أوروبا، مؤكدًا بأنه لن ينسى قط "الوقوف على جروف نورماندي بعد 80 عامًا على الإنزال، لتكريم الجنود والمحاربين القدامى الذين أنقذوا العالم".
ومسح بايدن بعد ذلك عينيه بمنديل على أنغام أغنية "فليبارك الرب أميركا". وجاءت المراسم قبل استضافة بايدن المقررة لترمب في البيت الأبيض الأربعاء.
تصريحات لترمب تستخف بالعسكر
وبدأ الرئيس الجمهوري المنتخب تعيين شخصيات في إدارته الجديدة، وأعلن بأنه سيعيد المسؤول المتشدد في مجال الهجرة توم هومان إلى الإدارة ليكون مسؤولًا عن أمن الحدود، فيما سيعيّن النائبة اليمينية في الكونغرس إليز ستيفانك مندوبة للولايات المتحدة في الأمم المتحدة.
وبينما شدد ترمب مرارًا على أنه مدافع بشدة عن الجيش الأميركي إلا أن تصريحات عدة مثيرة للجدل صدرت عنه بشأن العسكريين السابقين.
وقال الجنرال المتقاعد جون كيلي الذي شغل منصب كبير موظفي البيت الأبيض في عهده الأول لأطول فترة، إن الرئيس السابق الجمهوري استخف خلال جلسات خاصة بالعسكريين الأميركيين، حتى إنه وصف أولئك الذين قتلوا أو سجنوا دفاعًا عن الولايات المتحدة بـ"الفاشلين".
ونفى ترامب هذه الاتهامات. لكنه سبق أن عبر علنًا عن ازدرائه لبطل الحرب الأميركي السابق والسناتور الراحل جون ماكين الذي قضى سنوات في سجن في هانوي أثناء حرب فيتنام.
ونشر ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي اليوم صورة له يؤدي التحية أمام العلم الأميركي أرفقها بعبارة تهنئة بـ"يوم المحاربين القدامى 2024".