طُويت صفحة الانتخابات الرئاسية الأميركية وبدأت فترة انتقال السلطة للرئيس المُنتَخب دونالد ترمب.
ويُعتبر انتقال السلطة سلميًا من ركائز النظام الأميركي، ومؤشرًا على قوة الديمقراطية وسلامة عمل المؤسسات العامّة.
ووفقًا للآلية المتّبعة في القانون الأميركي، تبدأ رسميًا المرحلة الانتقالية للسلطة بعد تصديق مكتب إدارة الخدمات العامة على نتائج الانتخابات.
وتستمرّ الفترة الانتقالية من يوم إعلان النتائج حتى يوم التنصيب في 20 يناير/ كانون الثاني، أي لمدة 75 يومًا، ما يسمح بالتحضير للفترة الرئاسية المقبلة مع استمرارية العمل الحكومي.
قواعد انتقالية جديدة
عام 2020، زعم الرئيس السابق آنذاك دونالد ترمب أنّ الانتخابات التي أدت إلى فوز خلفه جو بايدن كانت مزوّرة، وهو ما أدى إلى تأخير بدء الانتقال من إدارته المنتهية ولايتها إلى إدارة بايدن.
ولمنع هذا النوع من التعطيل في العمليات الانتقالية المستقبلية، نصّ قانون تحسين الفترة الانتقالية الرئاسية لعام 2022، على أن تبدأ العملية الانتقالية بعد خمسة أيام من الانتخابات، حتى لو كان الفائز لا يزال محل نزاع.
ويعني ذلك أنّ "التأكيد الإيجابي" من قبل مكتب إدارة الخدمات العامة، لم يعد شرطًا أساسيًا للحصول على خدمات دعم المرحلة الانتقالية.
إدارة جديدة ومختلفة
ومع عودته الوشيكة إلى البيت الأبيض، يرغب ترمب في تشكيل إدارة جديدة تمامًا عن تلك التي خدمت في عهد الرئيس جو بايدن، لا سيما وأنّ فريقه تعهّد بأنّ إدارته الرئاسية الثانية لن تُشبه إلى حد كبير الأولى التي شكّلها ترمب في ولايته الأولى عام 2016.
وبالتالي، يتعيّن على ترمب خلال الفترة الانتقالية اختيار فريقه الخاص، ومن بين أهم العناصر في قائمة المهام: ملء نحو 4 آلاف منصب حكومي بتعيينات سياسية، وأشخاص اختارهم فريق ترمب على وجه التحديد لوظائفهم.
وتشمل هذه التعيينات: وزير الخارجية ورؤساء الإدارات الأخرى في مجلس الوزراء، وحتى الذين سيعملون بدوام جزئي في المجالس واللجان.
ويتطلّب نحو 1200 من هذه التعيينات الرئاسية موافقة مجلس الشيوخ، وهو ما سيكون سهلًا بعد فوز الجمهوريين بالأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي.
وبالفعل، في أول تعيين رئيسي يُقدِم عليه بعد فوزه بالانتخابات هذا الأسبوع، اختار ترمب رئيسة حملته الانتخابية سوزي وايلز لشغل منصب كبيرة موظفي البيت الأبيض.
كما طرح ترمب بعض الأسماء، لتولّي بعض المناصب.
وقال الرئيس المُنتخب في حفل فوزه في وقت مبكر من يوم الأربعاء الماضي، إنّه سيستعين بالمرشّح الرئاسي السابق والناشط المناهض للتلقيح روبرت كينيدي جونيور "للمساعدة في جعل أميركا صحية مرة أخرى"، في إشارة إلى إمكانية توليه وزارة الصحة.
كما تعهّد ترمب بتعيين إيلون ماسك سكرتيرًا لخفض التكاليف الفيدرالية.
ولا يقتصر التغيير على ملء الوظائف فقط، إذ يتلقّى معظم الرؤساء المنتخبين إحاطات استخبارية يومية أو شبه يومية خلال الفترة الانتقالية.
من يُساعد ترمب خلال الفترة الانتقالية؟
ويقود العملية الانتقالية لترمب الأصدقاء والعائلة، بما في ذلك كينيدي جونيور والمرشّحة الرئاسية الديمقراطية السابقة تولسي جابارد، بالإضافة إلى أبناء الرئيس المنتخب البالغين، دونالد ترمب جونيور وإريك ترمب، ونائبه جيه دي فانس.
أما الرؤساء المشاركون في عملية الانتقال فهم: هوارد لوتنيك الرئيس التنفيذي لشركة "كانتور فيتزجيرالد"، وليندا ماكمان سيدة الأعمال في عالم مصارعة المحترفين، والمسؤولة الحكومية التي كانت تشغل منصب مديرة إدارة الأعمال الصغيرة في إدارة دونالد ترمب الأولى.
في بداية ولايته الأولى، قام ترمب بتشكيل فريق أصلي ضمّ بعض الجمهوريين وقادة الأعمال الذين خيّبوا آماله في نهاية المطاف، أو انفصلوا عنه علنًا، أو كليهما.
لكن هذه المرة، وعد ترمب بتقدير الولاء قدر الإمكان، وهي فلسفة قد تضمن قيامه باختيارات أكثر انسجامًا مع معتقداته الأيديولوجية وأسلوبه المهني.
وعلى عكس حملة منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، لم يوقّع فريق ترمب على أي اتفاقيات انتقالية قبل يوم الانتخابات مع إدارة الخدمات العامة، التي تعمل بشكل أساسي كمديرة للحكومة الفيدرالية.
ولذلك فقد فاتته بالفعل المواعيد النهائية للاتفاق معها بشأن المسائل اللوجستية، مثل المساحات المكتبية والدعم الفني، ومع البيت الأبيض بشأن الوصول إلى الوكالات، بما في ذلك الوثائق والموظفين والمرافق.