وسط تفاقم الفوضى على خلفية التعديلات القضائية التي اقترحتها حكومته اليمينية المتشددة، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الإثنين عبر "تويتر" المحتجين والمشاركين في مظاهرات مناوئة إلى الامتناع عن ممارسة العنف.
ومساء الأحد، أقال نتنياهو، وزير الدفاع يوآف غالانت بعد يوم من مطالبة الأخير، الحكومة بوقف قانون الإصلاحات القضائية، ما أثار موجة احتجاجات ليلية استمر زخمها حتى اليوم الإثنين.
ومنذ قرابة 12 أسبوعًا، يتظاهر عشرات آلاف الإسرائيليين يوميًا ضد خطة "الإصلاح القضائي" التي تعتزم حكومة نتنياهو تطبيقها.
وتتضمن الخطة تعديلات تحد من سلطات المحكمة العليا (أعلى سلطة قضائية) وتمنح الحكومة سيطرة على تعيين القضاة.
متظاهرون إسرائيليون يقطعون الطريق السريع الرئيسي في تل أبيب احتجاجا على التعديلات القضائية pic.twitter.com/gwbAO5e9DZ
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 27, 2023
وفي سياق متصل، أظهرت رسالة لنقابة العاملين في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن السفارات الإسرائيلية في أنحاء العالم تلقت تعليمات بالانضمام إلى إضراب اليوم الإثنين ضد خطة التعديلات .
ووفقًا لوكالة "رويترز"، فقد قالت الرسالة، التي أشارت إلى إضراب عام في إسرائيل أعلنه اتحاد العمال (الهستدروت)، إن أنشطة وزارة الخارجية في إسرائيل وخارجها ستقتصر على خدمات الطوارئ.
وكان متحدث باسم مطار بن غوريون أعلن في وقت سابق اليوم، أن عمليات الإقلاع من المطار الرئيسي في إسرائيل علقت اليوم الإثنين وسط الاحتجاجات.
من جانبه، دعا رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في إسرائيل إلى "إضراب عام" فوري ردًا على مشروع الإصلاح القضائي المقترح من قبل الحكومة.
وبعيد تصريحات بار-دافيد، أعلنت النقابات الطبية في إسرائيل عن "إضراب شامل في قطاع الصحة" سيكون له تأثير حتمي على كل الخدمات الطبية.
تعليق مؤقت "للإصلاحات" القضائية
في غضون ذلك، كشفت وسائل إعلام عبرية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ذلل العقبات أمام إعلان تجميد "الإصلاحات القضائية" المثيرة للجدل عبر اتفاق أبرمه مع الوزيرين إيتمار بن غفير وياريف ليفين.
وبعد مداولات استمرت ساعات مع أحزاب الائتلاف الحكومي، خرج نتنياهو ظهر الإثنين من مكتبه إلى مبنى الكنيست (البرلمان) في القدس الغربية، حيث يتظاهر الآلاف.
وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية: إن نتنياهو سيعلن تعليقًا مؤقتًا "للإصلاحات" القضائية اليوم، ولكنها لم تحدد موعد إلقاء كلمته.
وكان من المقرر أن يعقد نتنياهو مؤتمرًا صحفيًا صباحًا للإعلان عن تجميد "الإصلاحات"، ولكن المؤتمر تأجل.
وأضافت "معاريف": المؤتمر تأجل بعد أن هدد وزير الأمن القومي، زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف إيتمار عن غفير بالانسحاب من الحكومة في حال التراجع عن الإصلاحات.
كما أن وزير العدل ياريف ليفين كان يهدد بالاستقالة في حال تم تجميد "الإصلاحات" القضائية.
ولكن ليفين قال، الإثنين، إنه "على ما يبدو لا مناص من تأجيل التشريعات الخاصة بالتغييرات في جهاز القضاء لإتاحة المجال أمام التحاور".
ودعا إلى "إقناع الوزير بن غفير بألا يفكك الائتلاف الحكومي في حال تمسك بموقفه المعارض لتأجيل التشريعات".
وأشار ليفين إلى أنه لا ينوي الاستقالة من منصبه في حال الإعلان عن تأجيل التشريعات إلى موعد لاحق.
من ناحيته قال بن غفير في حديث مع نتنياهو: "في حال تأجيل التشريعات سأستقيل من الحكومة، غير أنني سأواصل دعمها من خارج الائتلاف"، بحسب الهيئة.
ولفتت هيئة البث إلى أن رئيس المعارضة يائير لابيد قال في رسالة موجهة إلى نتنياهو إنه مستعد لضمان شبكة أمان للحكومة الحالية.
وقالت: "في حال رفض أحد أحزاب الائتلاف الحكومي تأجيل التشريعات، وانسحب من الائتلاف فإن لابيد يعد بأن يضمن أصواتًا تضمن عدم سقوط الحكومة الائتلافية لسبب كهذا".
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن وزير الدفاع يوآف غالانت بأنه سيبقى في منصبه في حال تراجع نتنياهو عن قرار إقالته.