تصاعدت موجة الاحتجاجات في تل أبيب، عقب إقالة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزير الدفاع يوآف غالانت بسبب تصريحاته بأن "على الحكومة تأجيل المضي قدمًا في خطط أثارت جدلًا وانقسامًا بشأن تعديل النظام القضائي في البلاد".
وتفاقم الانشقاقات في حزب رئيس الوزراء الإسرائيلي وفي حكومته الضغوط الناجمة عن احتجاجات مستمرة منذ أشهر نظّمها إسرائيليون يرون أن التعديلات القضائية التي اقترحتها الحكومة "تعرّض استقلال المحاكم والقضاء للخطر وسط احتمالات بتقلص الأغلبية البرلمانية التي تحظى بها الحكومة".
وقد دعا وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى تعليق التعديلات القضائية، قائلًا إن "الانشقاق الداخلي العميق بشأنها خطر داهم على أمن إسرائيل"، وحذّر من أن الانقسام المتزايد في المجتمع يتغلغل في الجيش الإسرائيلي.
وأشاد زعيم المعارضة يائير لابيد بموقف غالانت مؤكدًا أنه قام بـ"خطوة شجاعة". كما طالب لابيد الحكومة بعدم تمرير التعديلات والدخول في مفاوضات بشأنها.
استقالة قنصل إسرائيل في نيويورك
في هذا السياق، أعلن القنصل الإسرائيلي العام في نيويورك أنه قدّم استقالته احتجاجًا على إقالة نتنياهو لوزير الدفاع.
وقال آساف زمير على تويتر: "لم يعد بإمكاني الاستمرار في تمثيل هذه الحكومة. أعتقد أن من واجبي ضمان بقاء اسرائيل منارة للديمقراطية والحرية في العالم".
وعلى وقع وصول عدد المتظاهرين إلى أكثر من 100 ألف شخص في تل أبيب، أفادت القناة 12 الإسرائيلية عن رفع حالة التأهب في الجيش الإسرائيلي بعد فقدان السيطرة في عدة مناطق داخل إسرائيل.
كما أعلنت الجامعات الإسرائيلية في بيان تعطيل الدراسة حتى إشعار آخر وتدعو لوقف التشريعات القضائية فورًا.
مطالب بإقالة غالانت
وفي المقابل، طالب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بإقالة غالانت، قائلًا إنه "استسلم تحت ضغط الإعلام ومطالبات المحتجين وتهديدات الذين يستخدمون الجيش أداة للمساومة".
واليوم، دعا رئيس لجنة العلاقات الخارجية والدفاع في الكنيست يولي أدلشتاين النائب عن الليكود إلى تعليق هذه التعديلات القضائية لإتاحة الفرصة للنقاش والمراجعة مبررًا موقفه بأنه لا يريد التخلي تمامًا عن التعديلات، لكنه اعتبر أن طرحها للتصويت قبل أن يتضح وجود دعم لها مخاطرة من الأفضل تجنبها.
وبالنظر إلى خارطة الكنيست، يملك نتنياهو وحلفاؤه 64 مقعدًا من أصل 120، لكن وجود معارضة داخل الليكود يلقي بالشك على إمكانية إجراء هذا التصويت الذي لم يحدد موعده النهائي أصلًا.
أضرّ بموقعه في الليكود
وتعليقًا على الأزمة في إسرائيل، يعتبر الباحث في جامعة حيفا محمود يزبك أن ما صرّح به وزير الدفاع الإسرائيلي هو من أجل كسب نقاط لصالحه، رغم أن الكثيرين يعتقدون أنه أضرّ بموقعه في حزب الليكود.
ويرى الباحث في حديث إلى "العربي" من الناصرة أن وزير الدفاع لم يقل كلمة هامة جدًا على الصعيد السياسي، بل طالب بوقف العملية التشريعية إلى ما بعد عيد الفصح اليهودي فقط.
وبحسب يزبك، فإن نتنياهو يريد أن يعود من عطلة أعياد اليهود بقانون واضح بشكل كامل، لينقذ نفسه من المحكمة، حيث أنه معرض للسجن.
ويضيف يزبك: "يريد محكمة تعمل لجانبه من أجل سحب الملفات والدعاوى ضده".
وحول تأثير الاحتجاجات في إسرائيل، بعتبر يزبك أن هناك مبالغة كبيرة جدًا في نوعية الذين يعبرون عن غضبهم ولا سيما الذين يهددون بعدم الانصياع لقوانين الخدمة في الجيش الاحتياطي.
كما يرى أن المحتجين لا يشكلون قوة حقيقية في المجتمع الإسرائيلي، بل إن غالبية المجتمع يعتقدون أن "هناك عدوًا مشتركا وهو العربي الفلسطيني المسلم في إسرائيل".