تحدث السكتة الدماغية نتيجة انقطاع وصول الدم عن أحد أجزاء الدماغ، وتحديدًا عندما يغلق الشريان المتعلق بهذه المنطقة، لذلك سميت بالسكتة لأنها تأتي بشكل مفاجئ و"تسكت هذا العضو عن العمل" وفق الدكتور أحمد الأحدب الاختصاصي في أمراض الدماغ والأعصاب.
ويشرح الأحدب لـ"العربي" أن السكتة الدماغية يرافقها الإغماء التام في حالة واحدة فقط، وهي عند انقطاع الدم عن ما يعرف بشريان جزع الدماغ وهو مركز التحكم بوظائف التنفس والقلب والأمور الحياتية.
ويردف الاختصاصي: "بخلاف ذلك قد ينتج عن السكتة توقف عمل بعض الأعضاء مثل اليد أو الرجل أو الاثنين معًا، أو توقف الرؤية، كما يمكن أن تكون فقط خدر وتنميل فقط لا غير".
الفئات المعرضة للإصابة بسكتة دماغية
وعن سبل الوقاية من السكتة الدماغية، يوصي الأحدب بالابتعاد عن التدخين، والتيقظ الدائم في حال كان الشخص مصابًا بداء السكري أو ارتفاع ضغط الدم كونهما من مسببات السكتة.
في هذا الإطار يشرح الاختصاصي في أمراض الدماغ والأعصاب: "لا يجب إهمال هذا الأمر فنسبة السكر يجب أن تكون مضبوطة أي أن يكون المعدل تحت الـ 120، وضغط الدم ما دون الـ 140/90 وإلا فأنت إنسان معرض في المستقبل لسكتة دماغية".
كذلك، يلفت الطبيب إلى أن السكتة الدماغية لا تعني هؤلاء المرضى وحسب، إذ يوجد ما يعرف طبيًا باسم الفالج الطفلي وهي سكتة تصيب الأطفال لأسباب وراثية وأخرى متعلقة بأمراض الطفولة.
بالإضافة إلى ذلك، هناك أنماط من السكتات تصيب الشباب أيضًا، ترتبط بالتهاب الشرايين، إلى جانب السكتات الدماغية الشائعة التي تصيب الكبار في السن.
علاج السكتة الدماغية
أما عن طريقة التعامل في حال شهدنا على تعرض أحد لسكتة دماغية، فيشدد الأحدب على ضرورة الاتصال الفوري بالإسعاف وليس بالطبيب إذ "لا يمكنه أن يقدم للمريض أي شيء في هذه الحالة".
وفيما يتعلق بعلاج السكتة الدماغية، يكشف الاختصاصي في أمراض الدماغ أنّ الطب طوّر تقنية القسطرة الدماغية التي يدخل من خلالها الطبيب إلى الشريان المغلق، ويسحب الخثرة الدمائية التي تعيق تدفق الدم ويفتحه.
ويضيف: "أول ما اكتشفت القسطرة الدماغية كان الوقت المثالي لوصول المريض إلى المستشفى هو ساعة ونصف إلى ثلاث ساعات، قبل أن تتطور لاحقًا لتصبح المدة بين 6 و9 ساعات".
وفي حال لم يتم إسعاف المريض عبر إزالة الخثرة من الشريان، يطمئن الأحدب أن هذا لا يعني تعذر مداواة المصاب بحيث يمكن للطبيب المختص أن يضبط عوامل الخطر وإمداده بالأسبرين ما قد ينتج عنه "إعادة توعية" الشريان ليفتح من جديد بفضل الأدوية.
وقد تسهم هذه العلاجات البديلة كذلك، في وصول تفرعات الشرايين الأخرى بالدماغ إلى المنطقة المصابة وترويها بالدم ليستعيد المريض بالتالي الوظيفة المفقودة جزئيًا أو كليًا في بعض الحالات.