توصلت دراسة أجريت حديثًا في الولايات المتحدة الأميركية، إلى أن زيادة النشاط البدني المعتدل يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 40%.
استهدفت الدراسة فئة كبار السن، حيث لفتت إلى إمكانية حدوث التراجع في خطر التعرض للإصابة، في حال زاد هؤلاء من مقدار ممارستهم للنشاط البدني المعتدل من أقل من ثلاث دقائق في اليوم إلى 14 دقيقة على الأقل.
وتربط منظمة الصحة العالمية بين قلة الحركة وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسمنة، حيث تنبّه إلى أن الخمول هو سبب رئيسي للمرض والعجز.
جمع وتحليل بيانات
وشرح الباحثون في تقرير نُشر في دورية "جاما نتوورك أوبن"، كيف حلّلوا بيانات تم جمعها من خلال أجهزة تتبع للنشاط، ارتداها 7607 مشاركًا لمدة تصل إلى سبعة أيام، وخلال فترة من 2009 إلى 2013.
ففيما تمت متابعة المشاركين، الذين كان متوسط أعمارهم فوق 63 عامًا، أُصيب 286 منهم بسكتة دماغية.
الباحثون الذين لفتوا إلى صعوبة استقراء نتائج محددة للأفراد، قالوا إن نتائج الدراسة تشير إلى أن قضاء مزيد من الوقت في ممارسة النشاط البدني، لا سيما المعتدل، ووقت أقل في الجلوس خصوصًا لفترات طويلة، قد يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
وقد كشف تحليل الفريق أن ثلث المشاركين الذين تمكنوا من ممارسة ما لا يقل عن 14 دقيقة في اليوم؛ كان لديهم خطر أقل بنسبة 43% للإصابة بالسكتة الدماغية، مقارنة بالثلث الذي ضم من تمكنوا من ممارسة أقل من 2.7 دقيقة من التمارين المعتدلة إلى القوية في اليوم.
وبحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية، فقد تم الأخذ بعين الاعتبار عوامل مثل العمر والجنس والتدخين وتناول الكحول وأمراض القلب ومقدار الوقت الذي لا يشهد أي حركة.
بالمقابل، لفت الفريق إلى أن أكثر المشاركين كانوا أقلهم نشاطًا، والذين أمضوا أكثر من 13 من أصل 16 ساعة مسجلة في اليوم وهم دون حركة، كانوا أكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية بنسبة 44%، مقارنة بأولئك الذين أمضوا أقل من 11.8 ساعة على هذا النحو.
واعتبر الباحثون أن ما تم التوصل إليه يدعم إرشادات الصحة العامة والسريرية الحديثة، والتي تشجع على التحرك أكثر والجلوس أقل؛ بغرض الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية.
وفي إشارة إلى أهمية النشاط البدني، لا سيما بالنسبة للفئة العمرية المشار إليها أعلاه، توصلت دراسة في وقت سابق من هذا العام، إلى أن النساء الأكبر سنًا اللواتي يقمن بالأعمال المنزلية ويحضرن وجبات الطعام يتمتعن بقلوب أكثر صحة من اللواتي يتجنبن مثل هذه الأعمال، بحسب صحيفة "ديلي ميل".
وتابع العلماء في جامعة كاليفورنيا 5500 امرأة تتراوح أعمارهن بين 63 و97 ولم يكن لديهن أمراض القلب في بداية الدراسة.
وطُلب منهن ارتداء أجهزة تتبع الحركة لمدة أسبوع بين مايو/ أيار 2012 وأبريل/ نيسان 2014، لقياس نوع ومقدار النشاط البدني الذي كن يقمن به.
وأظهرت النتائج أن النساء اللواتي قمن بأربع ساعات على الأقل من "حركة الحياة اليومية" قلّلن من خطر الوفاة بسبب نوبة قلبية أو سكتة دماغية بنحو الثلثين.
وكانت النساء اللواتي قمن بمزيد من هذه الأنشطة أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 43%، وكان لديهن خطر أقل بنسبة 43% للإصابة بأمراض القلب التاجية و30% أقل لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية.