قُتل 31 شخصًا في انهيار منجم قرب مدينة النهود بولاية غرب كردفان على بعد نحو 500 كيلومتر غرب العاصمة الخرطوم، وفق ما أكد مسؤول حكومي الثلاثاء لوكالة "فرانس برس".
وصرّح خالد ضحوي مدير فرع الشركة السودانية للموارد المعدنية وهي الجهاز الرقابي الحكومي على أنشطة التعدين: "لقي 31 معدِّنا تقليديًا مصرعهم في انهيار أحد المناجم في منطقة أم ضريسايه بولاية غرب كردفان ونجا شخص واحد بينما ما زال ثمانية في عداد المفقودين".
ومنذ أكثر من عقد من الزمن انتشرت المناجم التقليدية لاستخراج الذهب في مختلف مناطق السودان، حيث يقوم الأهالي بمساعدة عمال بحفر الأرض وكسر الحجارة لاستخراج خام الذهب.
وتقدر الجهات الحكومية عدد الذين يعملون في هذه المناجم التقليدية بحوالي مليوني شخص ينتجون حوالي 80% من إنتاج البلاد الذي يبلغ حوالي 80 طن سنويًا.
"ليس الحادث الأول"
وأكد مسؤول بالشركة أن الحادث ليس الأول في هذا المنجم إذ لقي أربعة أشخاص حتفهم فيه في يناير/ كانون الثاني الماضي.
وأضاف: "قامت السلطات وقتها بإغلاق المنجم ووضعت عليه حراسة ولكن الحراسة سُحبت قبل شهرين".
وفي 26 أغسطس/ آب الماضي، لقي 7 أشخاص مصرعهم وأصيب 4؛ جراء انهيار بئر "أهلي" للتنقيب عن الذهب في مدينة وادي حلفا شمالي السودان.
ولا تمنع الحكومة التعدين الأهلي، لكنها تحاول تنظيمه، فبالرغم من سلبياته إلا أنه يوفر فرص عمل لعدد كبير من المواطنين ويساعدهم على رفع المعاناة المعيشية عنهم.
ويعوّل السودان على الذهب باعتباره موردًا رئيسًا للنقد الأجنبي، بعد فقدانه ثلاثة أرباع عائداته النفطية؛ بسبب انفصال جنوب السودان عنه، عبر استفتاء شعبي في 2011، وفقدان 80% من موارد النقد الأجنبي.
انقلاب البرهان
ويواجه أزمة سياسية بعد انقلاب نفذه قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر/ تشرين الأول وعزل على إثره الحكومة المدنية واعتقل أعضاءها، قبل أن يوقع اتفاقًا سياسيًا مع رئيسها عبد الله حمدوك مكّنه من العودة إلى منصبه في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني.
وتفتقر البلاد للبنى التحتية، كما أنها تكافح للاستفادة من ملايين الهكتارات من الأراضي الصالحة للزراعة بعد أن خسرت عائدات النفط إثر انفصال جنوب السودان.