بينما ينظر الكثيرون إلى السياحة على أنها تعني زيارة المواقع الأثرية أو الطبيعية، ينجذب آخرون إلى "السياحة السوداء".
وهذه الأخيرة التي تعرف أيضًا بالسياحة المظلمة، تشمل زيارة مواقع شهدت كوارث طبيعية أو مخاطر.
وجهات لـ"السياحة السوداء"
ويعد وادي الموت في ولاية كاليفورنيا الأميركية واحدًا من تلك الوجهات الشهيرة ضمن السياحة السوداء، فهو من أكثر الأماكن حرارة على وجه الكرة الأرضية، إذ بلغت فيه عام 1913 أكثر من 56 درجة مئوية.
وبعد مرور مئة عام على تلك اللحظة، يتابع السياح هذه الصحراء ليكونوا هناك عند تحطيم رقم قياسي جديد.
وبخلاف معظم الناس الذين يتجنّبون الحرارة القاسية، يذهب بعض السياح إلى هناك للمغامرة في وادي الموت بالولايات المتحدة لـ"الاستمتاع" بحرارة تضاهي حرارة الأفران.
وفي كل عام، يتم تحذير السائحين في المنطقة ويُنصحون بشرب ما لا يقل عن 4 ليترات من الماء يوميًا، ومراقبة أنفسهم والآخرين من الشعور بالدوار وأعراض أخرى.
وتبرز وجهات أخرى لمحبي المغامرات والسياحة السوداء، من بينها تشيرنوبيل في أوكرانيا، حيث انفجر مفاعل نووي عام 1986 مخلفًا مستويات إشعاع مرتفعة، وبومبي في إيطاليا وهي مدينة دُفنت عام 79 م بعدما ثار بركان فيزوف. وقد جمد الرماد الساخن اللحظة التي كان يعيشها السكان.
وتندرج أيضًا في هذا الإطار جزيرة روبين في جنوب إفريقيا، والتي كانت مكانًا للنفي والسجن طوال أكثر من 400 سنة، فسجن فيها رئيس جنوب إفريقيا نيلسون مانديلا.
أما حطام تيتانيك في المحيط الأطلسي، فهو ما زال بدوره يجذب الاهتمام نحو السفينة التي غرقت منذ نحو قرن من الزمن بعد اصطدامها بجبل ثلجي في المحيط. واليوم تتاح الفرصة لعدد مختار من الأفراد لاستكشافها.
"خروج من منطقة الراحة"
عن تجربته في هذا المجال، يلفت الرحالة القطري خالد الجابر، الذي زار 92 بلدًا، إلى أنه يتعمد في الرحلات الطويلة التي يقوم بها اتخاذ الطرقات الخطرة أو تلك التي يُروج لها على أنها خطرة، بل الأخطر في العالم.
ويشير في إطلالته من استديوهات "العربي" في لوسيل، إلى أنه اختار على سبيل المثال خوض ما يُعرف بالطريق إلى الجحيم، وهو طريق في واد سحيق في جنوب إفريقيا.
وبينما يذكر بأن الدراجة النارية خطرة في المدن وعلى الطرقات العادية، يقول ما بالك بدراجة المغامرة في الطرقات الوعرة وغير المعبدة!
ويتوقف عند السؤال الذي لطالما وُجه إليه عن سبب اختياره الشقاء والتعب، فيتحدث عن الدور الكبير في هذا الصدد لـ"رواية القصة" بمضي وقت على الرحلة وانتهاء مخاطرها.
كما يفيد بأن المغامرين باتوا يبتعدون عن الأماكن السياحية البحتة، واختيار وجهات فيها "نوع من أنواع التحدي وخروج من منطقة الراحة".