ستنضم أوكرانيا إلى إسبانيا والبرتغال في طلب استضافة كأس العالم عام 2030 في خطوة وافق عليها الرئيس فولوديمير زيلينسكي، حيث من المتوقع تأكيد الشراكة اليوم الأربعاء.
وأفادت تقارير أوروبية أن أوكرانيا التي تواجه هجومًا عسكريًا روسيًا منذ 24 فبراير/ فبراير، ستستضيف إحدى مجموعات البطولة إذا وافق الاتحاد الدولي لكرة القدم على طلب الدول الثلاث.
وكانت إسبانيا والبرتغال أكدتا قبل عامين أنهما ستتقدمان باقتراح مشترك لاستضافة مونديال 2030، لكن من المتوقع أن تعطيهما إضافة أوكرانيا بُعدًا جديدًا، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية.
من جهتها، رأت الحكومة الإسبانية على لسان المتحدثة باسمها، إيزابيل رورديغرز، أن إدراج أوكرانيا في الملف سيكون مدعومًا من قبل مدريد، معتبرة أن "ربط الرياضة بالسلام هو أمر جيد".
يأتي ذلك فيما يخوض المنتخب الأوكراني مبارياته الرسمية المقررة على أرضه، في بولندا بشكل مؤقت بسبب الحرب، لكن ثمة ثقة موجودة بأن المخاوف الأمنية ستكون قد انتهت في غضون ثماني سنوات، بحسب الصحيفة.
دعم الاتحاد الأوروبي
وسيكون هذا العرض بالاستضافة مدعومًا من جانب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، لكنه سيواجه منافسة من ملف مشترك بين مصر واليونان والمملكة العربية السعودية من جهة، واقتراح من قارة أميركا الجنوبية بملف اشتركت فيه الأوروغواي والأرجنتين وباراغواي وتشيلي.
لكن في الشهر الماضي، قال رئيس الاتحاد الأوروبي ألكسندر تشيفرين، إنه يعتقد بأن ملف إسبانيا والبرتغال سيكون "المحاولة الرابحة".
وكانت أوكرانيا قد شاركت بولندا في استضافة بطولة "يورو 2012" في واحدة من أنجح البطولات الأوروبية، بيد أن هذا الترشح يأتي وسط أزمة سياسية عالمية، وحملة تضامن واسعة مع كييف، تطورت لأول مرة في التاريخ باتجاه فرض عقوبات رياضية على روسيا.
ومع بدء "العملية العسكرية" الروسية على أوكرانيا 24 فبراير/ شباط الماضي، أنزل الاتحاد الأوروبي والعالمي للعبة عقوبات شديدة على المنتخبات والفرق الروسية والبيلاروسية، فتم إقصاء منتخب روسيا من مباريات الملحق في تصفيات كأس العالم، وتم حظر مشاركة الأندية الروسية في المسابقات الأوروبية، وهذا الأمر سرى على مختلف الألعاب الرياضية، في سابقة هي الأولى من نوعها.
ازدواجية المعايير
وقد أثارت هذه العقوبات انتقادات واسعة، فيما طالب نجوم وصحافيون رياضيون بفصل الرياضية عن السياسة، كما أدت لاستحضار مواقف للمؤسسات نفسها من قضايا عدة بينها القضية الفلسطينية وتطورات سوريا وما يتعرّض له الإيغور.
إضافة إلى ذلك، لم تتخذ الاتحادات الرياضية أي إجراءات ضد روسيا، رغم تدخلها العسكري في سوريا إلى جانب النظام، وقيامها بتنفيذ عمليات قصف جوي واسعة النطاق.
ويأتي ملف استضافة أوكرانيا للمونديال هذه المرة مثقلاً بالحزم الرياضي ضد روسيا، حيث واجه العديد من الرياضيين العرب عقوبات على تعبيرهم السياسي والإنساني في الوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية، كالنجم المصري محمد أبو تريكة عام 2008، و نجم نادي "إشبيلية" والمنتخب المالي فريديريك عمر كانوتيه في العام نفسه، وتغريم نادي سلتيك الاسكتلندي بعد رفع جماهيره أعلام فلسطين عام 2016، وغيرهم من الرياضيين الذين أقصيوا أو عوقبوا.
يذكر أن النجم الألماني الشهير مسعود أوزيبل تعرض لضغوطات واسعة في بريطانيا وناديه آرسنال، بسبب دعمه لقضية الإيغور في الصين، لكن ذلك لم يمنع النادي عن تضامنه مع اوكرانيا تجاه الهجوم الروسي، الأمر الذي أشعل عاصفة من الانتقادات في وجه إدارة "المدفعجية".
وفي مارس/ أذار الماضي، انتقد مدافع فريق أرسنال السابق هيكتور بيليرين، مقدار الاهتمام العالمي بالهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا معتبرًا أن الأمر يندرج تحت خانة "العنصرية" كون النزاعات الأخرى لم تحظ بالاهتمام نفسه.