أثار إعلان مهاجم فريق برشلونة روبرت ليفاندوفسكي عزمه وضع شارة تحمل ألوان علم أوكرانيا في مونديال قطر 2022، الكثير من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكرد فعل على هذا الأمر، أطلق مغردون عرب وسم "شارة الكابتن فلسطينية"، معتبرين أنه وفي حال أدخل الغرب السياسة في الرياضة، فالأجدر بالعرب أيضًا أن يدافعوا عن قضاياهم ولا سيما القضية الفلسطينية.
فطالب المغردون من الرياضيين والإعلاميين العرب والمؤثرين على الإنترنت، أن يدعموا هذه الحملة من خلال منشوراتهم الإعلامية.
في المقابل، انتقد قسم آخر من المغردين ما سموه إزدواجية المعايير عند الدول الغربية التي تقبل إقحام السياسة في الرياضة في المواضيع التي تهمها، فيما تعيبه على العرب.
فاستذكروا ارتداء اللاعب المصري محمد أبو تريكة قميصًا داخليًا مكتوبًا عليه "تعاطفًا مع غزة" عام 2008، وكيف أثار هذا الأمر حينها غضب الـ"فيفا".
تداخل تاريخي طويل
ومن كاليفورنيا، يعتقد إيهاب محارمة الباحث المساعد في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أن التداخل بين الرياضة والسياسة ليس أمرًا جديدًا على البطولات الرياضية الدولية بشكلها الحديث.
ويشير في حديث إلى "العربي"، إلى أن العديد من الدول هي من غذت هذا التقاطع، وتحديدًا في البطولات الأولمبية الدولية، مستذكرًا أولمبياد برلين 1936، التي وصفها محارمة بذروة التداخل الحقيقي، قبل أن تبرز في مرحلة ثانية بعيدة عن الخصومة السياسية إنما لأغراض العدالة الإنسانية والديمقراطية ومعاداة الاستعمار.
وتابع: "شهدنا في تلك المرحلة مقاطعة أكثر من 50 دولة في العالم العديد من البطولات الأولمبية الدولية بغرض منع نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا من المشاركة".
وعليه، أصدرت اللجنة الأولمبية عام 1993 المادة 50 التي تمنع أي تداخل بين الرياضة والسياسة، أو استعمال الدعاية السياسية والمظاهرات السياسية.
إلا أن العديد من دول العالم ما زالت مصرة على خلط السياسة بالرياضة، مثل مقاطعة الولايات المتحدة ودول غربية أخرى لروسيا وبيلاروسيا في البطولات الرياضية الدولية ردًا على الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا.
ويردف الباحث المساعد في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات: "هذه المناشدة الأخيرة سواء من رياضيين غربيين أو من الجماهير العربية يمكن أن تؤخذ بسياق هذا التداخل التاريخي الطويل".
إزدواجية المعايير
ويشرح محارمة لـ"العربي" أن إزدواجية المعايير بين القضايا الغربية والعربية بدأت عندما سمحت الدول والاتحادات الرياضية الدولية لنفسها بأن تقوم هي بشكل حصري بإقحام السياسة بالرياضة، بينما تُمنع عن دول أخرى وقضايا أخرى لا تتقاطع معها.
ويلفت في هذا الإطار إلى مقاطعة عدد من الرياضيين المباريات ضد رياضيين إسرائيل، حيث تصر اللجنة الأولمبية الدولية و"الفيفا" وغيرها على عقابهم، بينما اليوم نرى أنها تكيل بمكيالين فتقبل بالمقاطعة الغربية لروسيا.
ويردف: "انحياز اللجان الدولية على مر السنين إلى قضايا معينة على حساب أخرى.. منح المنتخبات العربية والرياضيين العرب فرصة ليقولوا كلمتهم بأنهم هم لديهم أيضًا قضاياهم".