أفادت وسائل إعلام تونسية، اليوم السبت، عن وفاة الشاعر والكاتب والمسرحي، حكيم مرزوقي، عن عمر ناهز 58 عامًا، بعد سيرة تميزت بالأعمال التي نالت جوائز عديدة، في مهرجانات المسرح العربية، وتمت ترجمتها إلى أكثر من لغة.
ونعى أمس المخرج السينمائي التونسي، سمير الحرباوي، زميله مرزوقي، قائلًا في منشور له على منصة فيسبوك: "آخر القلاع والحصون، مرفأ النجاة الوحيد والأخير وملاذي الآمن في هذا الهزيع الموحش يرتحل، حكيم مرزوقي الرفيق والصديق الشاعر والكاتب والمسرحي الكبير موحش هذا العالم في غيابك، كيف لي أن أنعى قطعة من روحي؟".
"عاشق دمشق"
ولقب مرزوقي بـ"عاشق دمشق" حيث عاش هناك أكثر من 40 عامًا، بعد أن درس في المعهد العالي للفنون المسرحية في سوريا، قبل أن يعود إلى بلاده عام 2012، مع بداية الحرب هناك عقب قمع النظام السوري الثورة الشعبية المناهضة له عام 2011.
وإلى جانب دراسته في المعد العالي للفنون، درس مرزوقي في كلية الآداب بجامعة دمشق، وأسس في البلاد فرقة مسرحية اشتهرت باسم "مسرح الرصيف" عام 1996، وقدم بعد عام واحد مسرحية "إسماعيل هاملت" التي حصلت على جائزة مهرجان قرطاج سنة 1997.
كذلك حازت مسرحية "عيشة" لمرزوقي على جائزتي مهرجان بروكسل للفنون المسرحية عام 1998، وجائزة مهرجان (ليفت) بلندن عام 1999.
ومع فرقة "مسرح الرصيف" قدم مرزوقي، أعمال مسرحية عديدة، ومنها "ذاكرة الرماد"، و"لعي"، و"الوسادة"، و"حلم ليلة عيد"، و"بساط حلبي". ومسرحية "عيشه" التي ترجمت إلى عدة لغات، وقدمها في لندن بممثلين أوروبيين.
المسرحي والسياسي
اقتبس مرزوقي شخصيات مسرحه من شخصيات "الرصيف" المتعددة، وقال في إحدى مقابلاته الصحفية عام 2016، عن واقع المسرح العربي: "المسرحي العربي اليوم مهدد في مهنته، كون السياسي هو المنافس الأول له، هذا السياسي يقف اليوم فوق مسرح هائل تضخ له الأموال وتسخر له حملات الدعاية، كمسرحي أتساءل ما الذي يمكن مسرحته؟".
ولم تكن السينما ببعيدة عن المرزوقي، الذي كتب سيناريوهات مختلفة لعدة أفلام، ومنها فيلم "المايسترو"، و"الصورة الأخيرة"، و"المراهن"، كما عرف المسرحي كشاعر حيث أصدر مجموعة شعرية عام 2009، باسم "الجار الثامن" في دمشق.
ونقلت صحيفة "السفير" اللبنانية، في المقابلة نفسها عام 2016، قوله عن المدن التي زارها: "لا تدخل مدينة من دون حقيبة ولا تضيعها فيها، لأنكَ سوف تحتاجها عند الخروج، ولا تبح بأسرارك لمدينة مسيجة لأنها سوف تسخر منك، ولا تبحث عن مدينة في مدينة فلن تجدها، لا تنسَ لكنتكَ فيها، وليعتد لسانكَ مذاق طعامها قبل لغتها".