باشرت النيابة العامة المصرية، مساء أمس الثلاثاء، فتح تحقيق في حادث "انتحار" فتاة، عقب انتشار "صور مخلة" لها قالت قبل وفاتها إنها "مفبركة" من جانب شخصين أوقفتهما وزارة الداخلية لاحقًا.
وكانت أجهزة الأمن المصرية قد ألقت القبض على شابين متهمين في واقعة ابتزاز الفتاة بسنت خالد التي انتحرت بكفر الزيات بمحافظة الغربية بسبب التهديد والتنمر الإلكتروني من خلال صور مفبركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
الواقعة
وأفادت النيابة في بيان لها، أنها تلقت بلاغًا يوم 25 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، من والد الفتاة "تتضمن تناولها قرصًا لحفظ الغلال متأثرةً بنشر شخصَين صورًا مخلة منسوبة لها وانتشارها بالقرية التابعة لأحد مراكز محافظة الغربية، محل إقامتها قبل أن تتوفى في اليوم التالي.
وأضافت أن "والد الفتاة وشقيقتها تواترت أقوالهما حول الواقعة أن اثنين اخترقا هاتف المجني عليها، وحصلا منه على صورها الشخصية ووضعاها على جسد فتاة عارية، وقدمت شقيقتها هاتف بسنت المحمول، ورسالة تركتها قبيل وفاتها تؤكد فيها أن الصور لا تخصها".
وأمرت النيابة بتشريح جثمان الفتاة، لبيان سبب الوفاة، وتحريات الشرطة، والتي أفادت بأنها تعرضت جراء ما اتهمت به "لضغط نفسي دفعها للانتحار". وأضاف بيان النيابة أنها "أُخطرت الثلاثاء بتنفيذ قرارها بضبط المتهمين، وجارٍ استجوابهما".
صور مفبركة وابتزاز يدفعان بفتاة مصرية إلى الانتحار، ومطالبات واسعة بالعدالة لها عبر وسم #حق_بسنت_لازم_يرجع #مصر @AnaAlarabytv pic.twitter.com/LvH3jVEk7g
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 3, 2022
قضية رأي عام
وأثارت واقعة انتحار بسنت ذات الـ15 عامًا ضجة بمنصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الإثنين الماضي، عقب نشر رسالتها قبل إقدامها على إنهاء حياتها. وشهدت الرسالة تداولًا واسعًا مع تصدر وسم يطالب بحقها.
وتعليقًا على الواقعة، قال الأزهر الشريف في بيان إن اتهام الناس بالباطل والاحتيال في نسبة الزور إليهم بالافتراء والبهتان، جريمة لا إنسانية خبيثة.
وقالت رئيسة المجلس القومي للمرأة الدكتورة مايا مرسي إن مواجهة مثل هذه الجرائم الإلكترونية التي تتعرض لها الفتيات والسيدات ضرورة ملحة، مؤكدة أن ما حدث جريمة يعاقب عليها القانون.
وأشارت المسؤولة إلى أن مكتب شكاوى المرأة بالمجلس يتلقى جميع إشكاليات السيدات، ويقدم المساعدة والدعم اللازم لهن في مثل تلك الحالات.
دور الأسرة
وطالب طبيب الأمراض النفسية عبد الرحمن حماد في القاهرة، خلال حديث إلى "العربي"، الأسر المصرية بأن تولي المزيد من الدعم لأولادها تجاه ظواهر الابتزاز الإلكتروني التي تفشت بين المراهقين، وتقديمها الوعي تجاه تلك الجرائم.
ويعتقد حماد أن على الأسرة التصدي لتلك الظواهر، حتى لو كان أبناؤهم مخطئين، فواجب الحماية والعون يوفر التبعات السلبية التي قد تتفاقم أو تلقي بثقلها على المراهقين فيما يتجاوز مقدرتهم على تحملها.