الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

الصراع على فاروشا.. قبرص اليونانية تتحدث عن "انتهاك" وتناشد مجلس الأمن

الصراع على فاروشا.. قبرص اليونانية تتحدث عن "انتهاك" وتناشد مجلس الأمن

شارك القصة

مدينة فاروشا المهجورة في قبرص
مدينة فاروشا المهجورة في قبرص (غيتي)
أعلن القبارصة الأتراك أن جزءًا صغيرًا من مدينة فاروشا المهجورة سيخضع للسيطرة المدنية لاحتمال إعادة استيطانها، علمًا أنّ المدينة تركت دون سكان لمدة 47 عامًا.

ناشدت قبرص اليوم الأربعاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فيما يتعلق بنقل حق السيطرة على جزء من مدينة فاروشا الساحلية المهجورة في الجزيرة المنقسمة إلى القبارصة الأتراك، حسب ما صرح وزير خارجية البلاد نيكوس كريستودوليديس.

وأعلن القبارصة الأتراك وتركيا أمس الثلاثاء أن جزءًا صغيرًا من مدينة فاروشا المهجورة سيخضع للسيطرة المدنية لاحتمال إعادة استيطانها. وكانت المدينة قد تركت دون سكان وخلف أسوار لمدة 47 عامًا.

وقال كريستودوليديس عقب اجتماع مع نظيره اليوناني نيكوس ديندياس: "هذا انتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وسيكون له أثر سلبي على الجهود الجارية لاستئناف المفاوضات".

من جهته لفت ديندياس أن "إعلان الأمس من الجانب التركي يهدف إلى خلق أمر واقع جديد للقضاء للأبد على احتمال إعادة توحيد قبرص".

ومن المتوقع أن يناقش مجلس الأمن ملف قبرص بعد ظهر اليوم الأربعاء في اجتماع مقرر سلفًا.

إدانة أميركية فرنسية للمساعي التركية

وأدانت كل من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا مساعي تركيا لإعادة فتح مدينة فاروشا المهجورة في جمهورية شمال قبرص التركية بهدف إعادة توطينها.

وحول خلفية الرفض الأميركي والأوروبي، يوضح الصحفي المعتمد لدى الاتحاد الأوروبي حسين الوائلي أن قضية فاروشا مطروحة على طاولة مجلس الأمن والأمم المتحدة منذ عام 1974، مشيرًا إلى أن كل طرف متمسك بحقوقه مدفوعًا إما من تركيا أو اليونان.

ويقول الوائلي في حديث إلى "العربي"، من بروكسل، أن هذه الأزمة هي سياسية عالمية متمثلة بالحدود الفاصلة بين الطرفين، لافتًا إلى أن التدخلات الإقليمية أثرت بشكل سلبي على المفاوضات على الرغم من الإيجابية التي اتسمت فيها بالسابق في جنيف.

ويشير إلى أن أنقرة تسعى لجعل فاروشا منطقة مأهولة بالسكان، بهدف الاستثمار وخلق حالة اقتصادية جديدة، إضافة للبعد الجيوسياسي الذي يتمثل بالعسكرة التركية في منطقة فاروشا، لافتًا إلى أن هذه الخطوة تقوض الجهود السياسية من الاتحاد الأوروبي والأتراك.

ويرى الوائلي أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تريد إثارة القضية من جديد، كما أن هناك رغبة لدى الأتراك بإحياء فاروشا، مما سيدفع جميع الأطراف إلى محادثات قد تكون حثيثة ومنتجة.

ويوضح أن هناك توافقًا في الرؤية بين واشنطن والاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بفاروشا وقبرص، مضيفًا أن هناك علاقات مصلحة بين الولايات المتحدة وتركيا لا سيما في أفغانستان، وأن واشنطن تحتاج أنقرة في عدد من المناطق، لافتًا أن الولايات المتحدة تريد حل القضية بطريقة دبلوماسية بعيدًا عن الضغط بسبب العلاقات الجديدة بين البلدين.

ويعتقد أن القضية لم تحل في الاجتماع الأخير بين بروكسل وأنقرة، مشددًا على وجوب جلوس الأطراف على طاولة واحدة تحت سقف الاتحاد الأوروبي أو حلف الناتو.

ويرى الوائلي أن الاتحاد الأوروبي يقف الآن بجانب اليونان وقبرص، لكن ليس بالمستوى الذي يريده البلدان.

تابع القراءة
المصادر:
العربي، رويترز
Close