أعلنت وزارة الدفاع الروسية تنفيذ ضربات جوية مشتركة مع الصين فوق المحيط الهادئ. وأكّدت وزارة الدفاع الصينية أن الدوريات الجوية المشتركة مع روسيا غطّت بحر اليابان وبحر الصين الشرقي وغربي المحيط الهادئ، مشيرةً إلى أنها تأتي في إطار تعزيز التعاون الدفاعي الثنائي.
فحرب روسيا في الغرب لم تشغلها عن التحرك في الشرق. وقال قائد القوات الجوية الروسية سيرغي سوروفكين: "إن مجموعة جوية تتألف من ناقلات صواريخ إستراتيجية روسية وقاذفات إستراتيجية صينية قامت بدوريات فوق مياه بحر اليابان وبحر الصين الشرقي".
العلاقة الصينية الروسية
التعاون العسكري هو الأمر المعلن وخلفه أكثر من قضية، فالعلاقة بين الصين وروسيا موضوع مثير للقلق غربيًا، وقد سعت الولايات المتحدة في أكثر من محطة بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا إلى فك الارتباط بين الجارين.
وتعد قضية تايوان ملفًا ساخنًا، فالغرب مصرّ على تحذير بكين والأخيرة ترى أن الغرب يتجاوز الخطوط الحمراء.
وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية وانغ ون بين: "إن الولايات المتحدة انتهكت التزامها بشأن قضية تايوان، وأفرغت مبدأ الصين الواحدة وحرّضت سرًا وعلانية على الأنشطة الانفصالية لتايوان ودعمتها، وإذا استمرت في المسار الخطأ فستتكبّد واشنطن تكلفة لا تطاق".
هو مشهد معقّد في تحالفات تبدو شائكة، وزاردته حرب أوكرانيا تعقيدًا، فالاصطفافات آخذة طريقها لتكون أكثر حدة سواء على جانبي الأطلسي أو على سواحل البلدان العملاقة المطلة على المحيطين الهادئ والهندي.
اجتماع المجموعة الرباعية
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن خلال اجتماع للمجموعة الرباعية "كواد" في طوكيو: "إن الحرب الروسية على أوكرانيا تسببت في كارثة إنسانية بعدما خلّفت قتلى مدنيين أبرياء وملايين النازحين في أوروبا"، واصفًا إياها بالقضية العالمية.
من جهته، أعلن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا أن اليابان والولايات المتحدة والهند وأستراليا تنوي استثمار خمسين مليار دولار على الأقل في مشروعات مرتبطة بالبنى التحتية في مناطق المحيطين الهندي والهادئ.
ويخيب أمل بايدن من رئيس الوزراء الهندي، فهو لا يدين الهجوم الروسي على أوكرانيا حتى الآن، لكن ذلك لا يمنع من التوصل لتعزيز علاقات تجارية وتكنولوجية ودفاعية بين البلدين.
حرب باردة جديدة
في هذا السياق، اعتبر الباحث السياسي المتخصص بالعلاقات الدولية قسطنطين بلوخين أن العالم الآن في حالة حرب باردة جديدة، حيث تحضّر إدارة بايدن لتأسيس عملية ردع لروسيا والصين. وأشار في حديثة إلى "العربي" من موسكو إلى أن العالم منقسم إلى قسمين، الأول يضم الغرب متحدًا والثاني يضم الصين وروسيا.
ورأى بلوخين أن الولايات المتحدة قد ارتكبت خطأ إستراتيجيًا كبيرًا، لأنها تحاول ردع واحتواء روسيا والصين. وقال: "كما نعلم فإن الحرب على جبهتين لا يمكنها أن تحقق نجاحًا، لذلك ربما تخسر الولايات المتحدة حربها ولا تحقق نصرًا".
ولفت إلى أن الصين هي العدو الأبرز والمنافس الرئيس لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن كما كان الحال مع دونالد ترمب.
كما أشار بلوخين إلى أن وجهة نظر الصين هي تمامًا كوجهة نظر روسيا، وهما تحاولان إنشاء نظام عالمي جديد مقابل النظام العالمي التي تريد الولايات المتحدة إنشاءه.
وأضاف: "الولايات المتحدة تؤسس لقاعدة جديدة للحلف ضد الصين، فهي تعزز العلاقات بين روسيا والصين بهذه الطريقة".