الضاحية تحت النار.. تصريحات إسرائيلية متناقضة عن أفق الحرب على لبنان
جددت إسرائيل اليوم الأربعاء استهدافها لضاحية بيروت الجنوبية، حسبما أفاد مراسل التلفزيون العربي، بعد ساعات من سلسلة غارات عنيفة طالت المنطقة.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أنذر في وقت سابق الأربعاء، سكان مناطق في الغبيري وحارة حريك في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت بالإخلاء، تمهيدًا لقصف 6 مبانٍ.
دمار واسع بالضاحية الجنوبية لبيروت
وتحدث مراسلنا عن حركة نزوح كبيرة من مناطق بالضاحية الجنوبية لبيروت بعد أوامر الإخلاء الإسرائيلية.
وفي حديث للتلفزيون العربي، قال رئيس بلدية الغبيري معن خليل: "الغارات الإسرائيلية تسببت في دمار واسع وموجة نزوح واسعة".
وفي سياق العدوان الإسرائيلي، استشهد 6 أشخاص وأُصيب 15 آخرين فجر الأربعاء، بغارة إسرائيلية استهدفت شقة سكنية بمحافظة جبل لبنان (غرب).
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام: "الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ غارة فجرًا مستهدفًا شقة سكنية في مبنى بمنطقة دوحة عرمون" في قضاء عاليه بمحافظة جنوب لبنان، مشيرةً إلى أن الحصيلة أولية، ولا يزال البحث جاريًا عن مفقودين تحت الأنقاض".
وأفاد مراسل التلفزيون العربي من بيروت محمد شبارو، بأن القصف الإسرائيلي على مبنى بمنطقة دوحة عرمون" أسفر أيضًا عن أضرار في السيارات والمباني المحيطة بالمبنى المستهدف.
وفي جنوب لبنان، أفادت مراسلة التلفزيون العربي جويس الحاج خوري، باستمرار تحليق الطيران الحربي الإسرائيلي بشكل مكثف في أجواء قرى وبلدات قضاء بنت جبيل منذ يوم أمس الثلاثاء، وسط قصف مدفعي على عدد من القرى والبلدات.
وأضافت أن هذه التطورات تترافق مع إعلان الجيش الإسرائيلي عن الدفع بالفرقة 36، التي تتمركز في المنطقة الواقعة قبالة القرى الحدودية بين رميش وصولًا إلى عيترون في القطاع الأوسط.
وتابعت مراسلتنا أن غارات إسرائيلية استهدفت أيضًا معظم القرى والبلدات الجنوبية، لا سيما تبنين ودير قانون النهر وشبعا.
تفاؤل بإبرام تسوية
سياسيًا، تتناقل وسائل الإعلام الإسرائيلية مزيدًا من التسريبات بشأن "التفاؤل بإبرام تسوية مع لبنان".
وفي سياق ذلك، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر قولها إن المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكستين أعرب عن تفاؤله، وأشار إلى توافر الفرصة للتوصل لاتفاق خلال أيام.
كما أفادت المصادر، وفق القناة، بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يعتقد بوجوب إنهاء الحرب على لبنان، بسبب قناعته بعدم إمكانية تحقيق إنجاز بحجم اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، وفق قولها.
ويواصل وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر لقاءاته في واشنطن مع مسؤولين أميركيين، منهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن، بهدف وضع "اللمسات الأخيرة" على اتفاق تسوية محتمل مع لبنان، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.
ويؤكد المسؤولون اللبنانيون أن مفتاح الاتفاق الوحيد هو تطبيق القرار الأممي رقم 1701، والذي تسعى إسرائيل وفق تسريبات إلى تعديله وتكييفه وفقًا لمصالحها، وذلك ما يرفضه لبنان الذي يصر على ضرورة ضمان أي اتفاق لسيادته.
وفي تناقض تام مع هذه الأجواء، يستمر المسؤولون الإسرائيليون في إطلاق التصريحات المبددة لأجواء التفاؤل، فقد أكد وزير الأمن يسرائيل كاتس أن لا وقف لإطلاق النار ولا تغيير على السياسات الخاصة بلبنان، كما أن الجيش سيواصل ضرب حزب الله بكل قوته، وفق قوله.