كشفت تقارير صحفية لبنانية اليوم الأربعاء، أن التحقيقات مع الموقوفين على خلفية الاعتداء على فتاة قاصر وتصويرها لابتزازها، بعد انتشار الفيديو، كشفت أن الضحية ليست الأولى لهم.
وقالت صحيفة "النهار" المحلية، إن الكشف على هواتف الموقوفين الثلاثة أثبت وجود مقاطع فيديو لضحايا أخريات، مما يعني أن القاصر ليست الضحية الوحيدة.
تفاصيل الاعترافات الأولى
ونشرت المديرية العامة للأمن الداخلي في بيان رسمي يوم أمس الثلاثاء تفاصيل الجريمة. وقالت إنه بعد الاستماع إلى شهادة الضحية المولودة عام 2010، صرحت هذه الأخيرة بأنه في تاريخ 30 أغسطس/ آب الماضي، دعتها فتاة إلى منزلها، والتي كانت على معرفة بها منذ حوالي الشهرين، ثم قامت باصطحابها إلى المنزل.
ولدى وصولهما، عمدت الأخيرة بمساعدة شابين إلى سحبها إلى الداخل بالقوة، وقاموا بضربها بخرطوم مياه، وبشطب رجلها اليسرى ويدها اليمنى، وأنهم احتجزوا حريتها لمدة 3 أسابيع، حتى استطاعت الهرب. علمًا أنهم قاموا بتصوير عمليات الاعتداء الجسدي والجنسي ونشرها عبر صفحتها الخاصة على إحدى مواقع التواصل الاجتماعي.
وبالتحقيق مع الجناة وهم فتاة وشابين، قال بيان المديرية إن الاعترافات تضمنت ضرب الفتاة وشطب رجلها، وتصوير المعتدي أثناء ضربها لها، كما تصوير عملية الاعتداء عليها جنسيًا، وإرسالها إلى المعتدي. كذلك اعترفت الفتاة المتورطة بضرب الضحية وشطب يدها اليمنى لتنتقم منها، كونها كانت تطلق الشائعات وتشهّر بها في محيط سكنها، وفق بيان المديرية الرسمي.
إحراق منزل المعتدي
وكانت مخابرات الجيش اللبناني قد أوقفت المتهمين الثلاثة مساء يوم الإثنين، بعد أن جرى تداول فيديو لها ما أثار غضبًا واسعًا في البلاد.
وقد تم استدراج الضحية إلى شقة مهجورة في محيط بيروت، وأفادت الصحيفة نفسها بأن ما تكمن وراء ملابسات الجريمة أخطر بكثير، إذ يتحدث عن وجود شبكة اتجار بالبشر تعمل على ابتزاز الأطفال واستغلالهم، وهذه القاصر هي ضحية من ضحايا آخرين.
وفي سياق الغضب الذي اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد بسبب هذا الحادث، ذكرت الصحيفة أنه بعد ساعات من انتشار الفيديو، قام مجهول بحرق منزل المغتصب.
ونشر نشطاء لبنانيون صورًا لثلاثة أشخاص، وأكدوا أنهم المتورطون في الجريمة. وانتشرت هذه الصور بكثرة في البلاد عبر منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الإلكترونية.
وأفادت تقارير صحفية بأن المتهمين غير لبنانيين، وبالنسبة للفتاة الضحية، فإنها تعاني من مشاكل صحية ونفسية وتتلقى العلاج حاليًا في إحدى المراكز الصحية.
جريمة ابتزاز جديدة
وأدت الجريمة إلى دفع بعض النشطاء إلى المطالبة بإعادة تنفيذ أحكام الإعدام، خصوصًا في القضايا التي تتعلق بالقصر وتتضمن اغتصابًا واعتداءات جنسية. واعتبر البعض أن الجرائم المماثلة تتكرر بشكل متزايد في البلاد التي تشهد انهيارًا اقتصاديًا تاريخيًا.
إذ برز اليوم أيضًا تعميم جديد من المديرية نفسها، حيث أفاد بأنه نتيجة لشكوى تقدمت بها إحدى الأمهات حول تعرض ابنتها القاصر للاستغلال والتهديد والتشهير عبر حساب على منصة "إنستغرام"، بالإضافة إلى حساب آخر على "تيك توك"، حيث كان المبتز يهدد ابنتها بنشر صورها إذا لم تقم بإرسال المزيد من الصور غير اللائقة، وعندما كانت الفتاة تلبي مطالبه، كان يطلب المزيد من المال.
ونتيجة للاستقصاءات والتحريّات، توصّلت عناصر المكتب المذكور إلى تحديد هوية المشتبه به وتوقيفه في منطقة صيدا.
يُشار إلى أنه من مواليد عام 2004. وفي أثناء التحقيق معه، اعترف بما نُسِب إليه، وتبيّن وجود صور ومقاطع فيديو للمدعية، بالإضافة إلى صور لعدد من الشبان والشابات، وقد قام بإنشاء العديد من الحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي التي يستخدمها للغرض ذاته.