اعتدى مستوطنون إسرائيليون، مساء الجمعة، على أربعة فلسطينيين شمالي الضفة الغربية، وأصابوا أحدهم بجراح.
وذكرت "هيئة مقاومة الجدار والاستيطان" التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية أن مستوطنين اعتدوا "بالضرب على 3 مواطنين خلال اقتحامهم منطقة وادي قانا غرب سلفيت (شمال)" قبل أن يسارع مزارعون آخرون لصد المستوطنين.
وأضافت الهيئة في منشور عبر صفحتها على "فيسبوك" أن فلسطينيًا رابعًا، من قرية عزموط شمال شرق مدينة نابلس، أصيب بجراح.
وأوضحت أن "قطعان المستعمرين من مستعمرة ألون موريه اعتدوا على الفلسطيني بحماية من جيش الاحتلال".
وأضافت أن قوات الاحتلال احتجزت المصاب عباده مراد عامر لأكثر من ساعتين، قبل نقله إلى المستشفى بمدينة نابلس.
الاحتلال يقمع مسيرات منددة بالاستيطان
والجمعة أصيب 53 فلسطينيًا، بجروح وحالات اختناق، إثر مواجهات بين فلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي، في بلدتي "برقا" و"بيت دجن"، بمحافظة نابلس، وفق جمعية "الهلال الأحمر الفلسطيني" (غير حكومية).
كما قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، المسيرة الأسبوعية الرافضة للاستيطان ببلدة بيتا جنوب نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.
وفي سياق متصل، أصيب فلسطينيان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط والعشرات بالاختناق، يوم الجمعة، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية كفر قدوم شرق قلقيلية، عقب انطلاق المسيرة الأسبوعية.
وينظم الفلسطينيون، مسيرات يوم الجمعة من كل أسبوع، في عدة مواقع بالضفة، احتجاجًا على استمرار الاستيطان الإسرائيلي على أراضيهم.
وتشير بيانات حركة "السلام الآن" الحقوقية الإسرائيلية، إلى وجود نحو 666 ألف مستوطن إسرائيلي و145 مستوطنة كبيرة و140 بؤرة استيطانية عشوائية (غير مرخصة من الحكومة الإسرائيلية) بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.
استشهاد فلسطينية بالضفة
وفي وقت سابق اليوم الجمعة، استشهدت امرأة فلسطينية، بعد أن دهسها مستوطن إسرائيلي، على مدخل بلدة سنجل شمال رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة.
وأوضحت وكالة "وفا" الفلسطينية الرسمية أن المواطنة غدير أنيس مسالمة البالغة من العمر 55 عامًا، استشهدت بعد أن دهسها مستوطن أثناء وجودها على مدخل البلدة ولاذ بالفرار من المكان.
"إرهاب دولة منظم"
من جانبه، اعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، في بيان أن "الجريمة تندرج في إطار إرهاب الدولة المنظم الذي يستهدف ترويع أصحاب الأرض الأصليين في القرى والبلدات التي استهدفها إرهاب المستوطنين، خاصة قريوت وسبسطية وبرقة".
وأضاف أن سكان تلك القرى "يتعرضون لترويع المستوطنين وإرهابهم"، مشيرًا إلى ما تعرض له سكان قرية برقة الليلة الماضية، بحماية وإسناد من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي.
من جهتها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين "حماس" أن "تصاعد إرهاب المستوطنين ضد أهلنا في الضفة الغربية المحتلة، سيواجه بتصعيد الفعل المقاوم".
38 اعتداء نفذها مستوطنون في أسبوع
وفي سياق متصل، وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، 38 اعتداء نفذها مستوطنون إسرائيليون ضد مواطنين فلسطينيين في الضفة الغربية خلال الأسبوع الأخير.
وقال المرصد (مقره جنيف) الجمعة، في بيان وصل الأناضول نسخة منه: "تم رصد 38 اعتداءً نفذها مستوطنون منذ 16 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أغلبها بحماية مباشرة من قوات الجيش الإسرائيلي".
وأدان البيان أعمال العنف والاعتداءات الواسعة التي نفذها مستوطنون ضد فلسطينيين وممتلكاتهم بالضفة الغربية تحت حماية قوات الجيش الإسرائيلي، "بشكل يبدو وكأنه يتم برعاية السلطات الإسرائيلية".
وأردف أن "عمليات العنف التي تصاعدت بحدة في الأيام الماضية تأخذ طابع الانتقام والعقاب الجماعي، وسط حماية الجيش الإسرائيلي لمرتكبي أعمال العنف".
وحذر البيان من أن "ما يجري من عنف غير رسمي يمارسه المستوطنون يأتي بالتوازي مع عنف رسمي تنتهجه قوات الجيش الإسرائيلي للضغط - فيما يبدو - على الفلسطينيين في القرى والبلدات القريبة من نقاط التماس مع المستوطنات لتركها وإهمالها".
وشدد المرصد على أن "التعامل الرسمي الإسرائيلي مع عنف المستوطنين يعكس بوضوح نظام الأبارتهايد (التمييز العنصري) في إسرائيل".
ودعا البيان المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية لإلزام إسرائيل بتحمل مسؤولياتها بموجب القانون الدولي، لإنهاء جميع مظاهر الاستيطان ووضع حد لاعتداءات المستوطنين وتقديم المتورطين لمحاكمات عادلة".