حذرت الشرطة الإسرائيلية، اليوم الخميس، عائلة سالم في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، من المشاركة في أية فعاليات تضامنية قرب منزلها المهدد بالاستيلاء عليه من قبل المستوطنين.
وكان مستوطنون أخطروا في 8 ديسمبر/ كانون أول الجاري، عائلة سالم القاطنة في الحي الغربي من الشيخ جراح بالقدس المحتلة بإخلاء منزلهم الذي تزيد مساحته عن 200 متر، وتسكنه 3 عائلات مكونة من 11 فردًا، لصالح الجمعيات الاستيطانية.
وتسلمت العائلة قرار الإخلاء من المستوطن آريه كنج، نائب رئيس بلدية الاحتلال في القدس، والمستوطن يونتان يوسف حفيد الحاخام عوفاديا يوسف.
وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" بأن شرطة الاحتلال اقتحمت صباح اليوم حي الشيخ جراح شرق القدس المحتلة وسلمت عائلة سالم بلاغًا لحضور جلسة محكمة في 30 ديسمبر الجاري دون إعطائهم مزيدًا من التفاصيل عن أسباب الجلسة.
من جانبه، قال المقدسي إبراهيم سالم لـ "وفا": "تفاجأنا صباح اليوم بتسليم شرطة الاحتلال بلاغًا لنا لحضور الجلسة دون إعلامنا بأسباب عقدها، مع تحذيرنا من المشاركة في أية فعاليات قرب بيتنا المهدد باستيلاء المستوطنين عليه وتشريدنا منه".
وأضاف: "تحاول شرطة الاحتلال ثنينا عن المشاركة في الفعاليات التضامنية معنا كوننا مهددين بإخلاء منزلنا لصالح المستوطنين، ونحن نرفض الانصياع لأوامر الاحتلال وسنستمر في المشاركة في الفعاليات التي ينظمها المواطنون نصرة لنا في وجه أطماع المستوطنين وادعاءات الجمعيات الاستيطانية".
أوروبا تدين مخططات إخلاء منازل فلسطينيين بالقدس
وكان دبلوماسيون أوروبيون قد أدانو الإثنين مخططات إسرائيلية لإخلاء عائلات فلسطينية من منازل تقيم فيها منذ عقود في القدس المحتلة لصالح مستوطنين إسرائيليين.
جاء ذلك خلال زيارة ممثل الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية سفين كوهن فون بورغسدورف وقناصل عدد من الدول الأوروبية عائلة سالم في حي الشيخ جراح.
وقال بورغسدورف حينها: "عليّ القول إنني ما زلت قلقًا حيال ما رأيته، نحن نقف أمام منزل عائلة سالم وهو منزل قديم يقيم فيه 11 شخصًا، 3 أجيال، بينهم 4 أطفال وهي مهددة بالإخلاء في الأيام القريبة المقبلة".
وأضاف: "هذا يجري أمام ناظرينا ووسط احتفالات عيد رأس السنة، وبالنسبة لي فإن من الصعب جدًا تحمل ما يجري، لا سيّما وأن فصل الشتاء يقترب".
وتابع: "القدس الشرقية أرض محتلة ولهؤلاء الناس الحق الكامل في العيش هنا، لقد تم تهجيرهم عام 1948 من بيوتهم الأصلية في القدس الغربية وقد التجأوا إلى هنا وهم يعيشون منذ أكثر من 70 عامًا ويجري طردهم وتهجيرهم مرة أخرى، هذا ليس عدلًا وغير إنساني".
وجدد دعوة الاتحاد الأوروبي لوقف الاستيطان الذي يقوض فرص حل الدولتين الداعي لقيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، معربًا عن قلقه لما يجري بالمدينة.
وشهدت السنوات الأخيرة تصاعدًا في عمليات هدم منازل فلسطينية بالقدس الشرقية بداعي البناء غير المرخص بالتزامن مع ارتفاع وتيرة الاستيطان الإسرائيلي على أرض المدينة.
كما تواجه عشرات العائلات الفلسطينية، ولا سيما في الشيخ جراح وسلوان، إنذارات بالإخلاء من منازل لها تقيم فيها منذ عقود لصالح مستوطنين.
واحتلت إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية في 1967 واستوطن فيها نحو 700 ألف إسرائيلي. والمستوطنات سواء أكانت في الضفة الغربية أم في القدس الشرقية تعتبر مخالفة للقانون الدولي.