أعلن الكرملين اليوم الإثنين، أن محادثات السلام بين موسكو وكييف، لم تسفر عن أي انفراجة كبيرة بعد، داعيًا في الوقت ذاته الدول التي يمكنها التأثير على أوكرانيا إلى استخدام نفوذها لكي تظهر كييف توجهًا أكثر إيجابية في المفاوضات.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين في مكالمة هاتفية: إنه لا يزال يتعين إحراز تقدم كبير في المحادثات حتى يكون هناك أساس لعقد اجتماع بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
والجمعة، أفاد رئيس وفد التفاوض الروسي مع كييف أنه لمس "تقاربًا" في المواقف بشأن مسألة وضع أوكرانيا المحايد وإحراز تقدم بشأن مسألة نزع سلاحها.
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن فلاديمير ميدينسكي أن "مسألة وضع أوكرانيا المحايد وعدم انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي هي إحدى النقاط الرئيسية في المفاوضات، إنها النقطة التي شهدت أكبر تقارب في مواقف الطرفين".
لكنه أشار إلى وجود "اختلافات" حول "الضمانات الأمنية" التي تطالب بها أوكرانيا.
ولليوم الـ26 على التوالي، تستمر العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، حيث تستأنف اليوم الإثنين المفاوضات الساعية إلى وقف إطلاق النار بين موسكو وكييف، في ظل تصاعد المعارك بين الجيشين الروسي والأوكراني.
"الطريق لا يزال طويلًا"
من جهته، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، الذي يحاول التوسط لإنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا، اليوم الإثنين، أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة بين الجانبين على الرغم من إحراز بعض التقدم.
وقال في كلمة وفقًا لنص قدمه مكتبه: "لا يزال الطريق طويلًا لأن هناك العديد من القضايا محل خلاف، بعضها أساسية".
وأضاف بينيت أن إسرائيل "ستواصل مع أصدقاء آخرين في العالم محاولة اجتياز الفجوات وإنهاء الحرب".
وأمس الأحد، أفاد وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو لصحيفة "حريت" بأن روسيا وأوكرانيا تقتربان من التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا "المهمة"، وأوشكتا على الاتفاق على بعض الموضوعات.
"بدون مفاوضات لن تتوقف الحرب"
وكان الرئيس الأوكراني أبدى استعداده أمس الأحد لإجراء مفاوضات مع الرئيس الروسي، وقال في مقابلة بثتها شبكة "سي إن إن" الأميركية: "لقد كنت مستعدًا خلال العامين الماضيين وأعتقد أنه بدون مفاوضات لن تتوقف الحرب".
كما دافع عن عقد عدة جولات من المفاوضات بين كييف وموسكو منذ بدء الهجوم الروسي في 24 فبراير/ شباط، قائلاً: إن لها "قيمة كبيرة".
وأضاف زيلينسكي: "مهما كانت المناقشات بين مفاوضينا، أعتقد أننا، نحن الاثنين، أنا وبوتين وحدنا، من يمكنه التوصل إلى اتفاق".
وقال: "إذا كانت هناك فرصة بنسبة 1% فقط لوقف هذه الحرب، فعلينا اغتنامها".
وأكد أن الحوار هو السبيل الوحيد "للخروج من الصراع، ومن خلال الحوار سنتمكن من حل مسألة ضمان أمن أوكرانيا".
لكنه رفض بعض التسويات المطروحة مثل الاعتراف بالأراضي الانفصالية في شرق البلاد وقال: "لا يمكنكم أن تطلبوا من أوكرانيا بكل بساطة الاعتراف بأراض كجمهوريات مستقلة".
وتابع قائلًا: "لا أستطيع الاعتراف بهم، أولًا بصفتي رئيسًا وثانيًا بصفتي مواطنًا وثالثًا لأنكم لا تستطيعون إجبار الناس على أن يحبوا أعداءهم. هذا مستحيل".
وأشار إلى أن اتفاق وقف الأعمال العدائية يجب أن يذكر أن أوكرانيا "لن تفقد سيادتها ووحدة أراضيها".
وأضاف الرئيس الأوكراني أنه في مواجهة دخول الجيش الروسي إلى أوكرانيا لـ"إبادة السكان"، يجب استخدام كل أشكال، وكل فرص إمكان التفاوض، وإمكان التحدث إلى بوتين.
وفي 24 فبراير/ شباط الماضي، أطلقت روسيا هجومًا عسكريًا على أوكرانيا، تبعته ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.
وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلًا في سيادتها".
وتجري روسيا منذ 24 فبراير، مفاوضات مع كييف لمطالبتها بأن تكون دولة محايدة مثل السويد أو النمسا، وعدم انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي.
من جهتها، قالت أوكرانيا الأربعاء إن هناك "تناقضات عميقة" لا تزال قائمة في المحادثات الروسية الأوكرانية، لكن من الممكن التوصل إلى "حل وسط".