الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

العالم ليس مستعدًا للخراب.. الأمم المتحدة تحذر من زيادة حرائق الغابات

العالم ليس مستعدًا للخراب.. الأمم المتحدة تحذر من زيادة حرائق الغابات

شارك القصة

تقرير حول الحرائق التي اندلعت في مختلف الغابات حول العالم في صيف 2021 (الصورة: غيتي)
أكد تقرير لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة أن حرائق الغابات ستزداد في العالم خلال العقود المقبلة بشكل كبير، داعية الحكومات إلى تخصيص الأموال لمكافحتها.

حذّرت الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، من أن عدد حرائق الغابات الكبيرة في كل أنحاء العالم سيرتفع بشكل حاد في العقود المقبلة بسبب الاحترار المناخي، مشيرة إلى أن الحكومات ليست مستعدة للخراب والخسائر البشرية التي ستنتج عنها.

وأظهر تقرير لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، أن أكثر الجهود طموحًا للحد من انبعاثات غازات الدفيئة، لن تحول دون زيادة تواتر الحرائق القصوى.

وأضاف: "بحلول نهاية القرن، من المرجح أن يزداد احتمال اندلاع حرائق غابات مشابهة لتلك التي اندلعت في أستراليا (2019-2020) أو في القطب الشمالي عام 2020، بنسب تراوح بين 9 و14% بحلول عام 2030 وبين 20 و33% بحلول عام 2050 وبين 31 و52% بحلول عام 2100".

وتحولت غابات لم تكن عرضة لاشتعال الحرائق في الماضي، إلى بيئات حارقة مثل التندرا في القطب الشمالي وغابات الأمازون المطيرة.

من جهته، قال آندرو سوليفان عالم حرائق الغابات بالحكومة الأسترالية الذي شارك في إعداد التقرير: "لقد شهدنا زيادة كبيرة في الحرائق في الآونة الأخيرة في شمال سوريا وشمال سيبيريا والجانب الشرقي من أستراليا والهند".

أضرار هائلة

بدوره، قال أحد معدي التقرير بيتر مور، الخبير في إدارة حرائق الغابات في منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) للصحافيين: "الحرائق ليست أمرًا جيدًا"، موضحًا أن "تأثيرها على الناس، اجتماعيًا وصحيًا ونفسيًا، هائل وطويل الأمد".

وإضافة إلى الخسائر البيئية، تسبب حرائق الغابات الكبيرة التي قد تبقى مشتعلة لأيام أو أسابيع، مشكلات في الجهاز التنفسي والقلب، لا سيما لدى المسنين والصغار.

وأظهرت دراسة حديثة نشرت في مجلة "ذي لانست" العلمية، أن التعرض لدخان حرائق الغابات يؤدي في المتوسط إلى أكثر من 30 ألف وفاة سنويًا، في 43 بلدًا توافرت عنها بيانات.

كما تراوحت الأضرار الاقتصادية في الولايات المتحدة، وهي أحد البلدان القليلة التي تحسب هذه الكلفة، بين 71 و348 مليار دولار في السنوات الأخيرة، بحسب تقييم ذكر في التقرير.

وتلحق الحرائق الكبيرة دمارًا كبيرًا في الحياة البرية أيضًا، ما يدفع ببعض الأنواع المهددة إلى شفير الانقراض.

ونفق أو أصيب حوالي ثلاثة مليارات من الثدييات والزواحف والطيور والضفادع، على سبيل المثال، بحرائق الغابات المدمرة التي اجتاحت أستراليا في عامي 2019-2020، وفق علماء.

وتسببت الحرائق المستعرة منذ ديسمبر/ كانون الأول، في إقليم كورينتس بالأرجنتين في خسائر فادحة، إذ أسفرت عن نفوق الحياة البرية في حديقة إيبيرا الوطنية وتفحم المراعي والماشية وتدمير المحاصيل.

وأفادت الجمعية الريفية الأرجنتينية بأن الخسائر تجاوزت بالفعل 25 مليار بيزو (234 مليون دولار).

كذلك، اشتدت حدة حرائق الغابات بسبب ظاهرة تغيّر المناخ، إذ ساهمت موجات الحر وظروف الجفاف وانخفاض رطوبة التربة التي يفاقمها الاحترار المناخي، في اندلاع حرائق غير مسبوقة في غرب الولايات المتحدة وأستراليا وحوض البحر الأبيض المتوسط في السنوات الثلاث الماضية وحدها.

وحتى القطب الشمالي الذي كان عصيًا على الحرائق، شهد زيادة كبيرة في عدد الحرائق، ومنها ما يعرف بـ "حرائق الزومبي" التي تشتعل ببطء تحت الأرض طوال الشتاء لتتحول بعدها إلى نيران في الربيع.

إعادة النظر

والعام الماضي، أنتجت الغابات التي اشتعلت أكثر من 2,5 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون المسبب للاحترار المناخي في يوليو/ تموز وأغسطس/ آب وحدهما، ما يعادل انبعاثات الهند السنوية من كل المصادر، وفق خدمة كوبرنيكوس لمراقبة الغلاف الجوي التابعة للاتحاد الأوروبي.

ودعا التقرير الذي أعده 50 خبيرًا بارزًا، إلى إعادة التفكير في طريقة معالجة المشكلة، مطالبًا الحكومات إلى إعادة النظر في طريقة الإنفاق على حرائق الغابات وتخصيص 45% من النفقات على مكافحة الحرائق.

وقالت مديرة برنامج الأمم المتحدة للبيئة إنغر أندرسن: إن "رد الحكومات على الحرائق هو وضع الأموال في المكان الخطأ"، مشددة على أنه "يجب علينا تقليل خطر الحرائق الشديدة من خلال الاستعداد: زيادة الاستثمار في الحد من الأخطار والعمل مع المجتمعات المحلية وتعزيز الالتزامات العالمية ضد تغير المناخ".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close