تسببت الحرب في أوكرانيا في زيادة عدد النازحين قسرًا حول العالم وللمرة الأولى، إلى أكثر من 100 مليون شخص، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة اليوم الإثنين.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيان: إنّ "عدد الأشخاص الذين أُجبروا على الفرار من الصراعات والعنف وانتهاكات حقوق الإنسان والاضطهاد قد تجاوز الآن الرقم المذهل البالغ 100 مليون، للمرة الأولى على الإطلاق، مدفوعًا بالحرب في أوكرانيا وغيرها من النزاعات المميتة".
واعتبرت المفوضية في بيان أن هذا الرقم "المثير للقلق"، يجب أن "يهز العالم" ويدفعه باتجاه إنهاء النزاعات التي تجبر أعدادًا قياسية من الأشخاص على الفرار من ديارهم.
ويشمل هذا الرقم اللاجئين وطالبي اللجوء وأكثر من 50 مليون نازح داخل بلدانهم.
وفي نهاية 2021، ارتفعت أعداد النازحين قسرًا إلى 90 مليونًا على وقع العنف في إثيوبيا وبوركينا فاسو وميانمار ونيجيريا وأفغانستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وفق المفوضية.
وبعد الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير/ شباط الماضي، فرّ الملايين من الأوكرانيين من القتال ووصلوا إلى مناطق أقل تعرضًا للخطر أو إلى بلدان أخرى.
8 ملايين لاجئ أوكراني
ولم تشهد أوروبا مثل هذا التدفق السريع للاجئين منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، إذ غادر ما يقرب من 6,5 ملايين أوكراني البلاد، معظمهم نساء وأطفال إلى البلدان المجاورة أبرزها بولندا ورومانيا وسلوفاكيا وروسيا، بينما بقي الرجال الذين بلغوا سن القتال في أوكرانيا.
وتُقدّر الأمم المتحدة أنّ أعداد هؤلاء المغادرين قد تصل إلى 8,3 ملايين بحلول نهاية العام، فيما يقدّر عدد النازحين داخل أوكرانيا بحوالي 8 ملايين شخص.
كما أشارت المنظمة الدولية للهجرة في تقرير أصدرته قبل نحو شهر إلى تقطّع السبل بأكثر من 12 مليون شخص ما زالوا عالقين في مناطق أوكرانية تتعرض للقصف.
وقبل الهجوم الروسي، كانت أوكرانيا تضم 37 مليون نسمة في المناطق الخاضعة لسيطرة حكومتها. ولا يشمل هذا الرقم شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، ولا المناطق الشرقية التي يسيطر عليها انفصاليون موالون لروسيا.
"العالم ينهار"
من جهته، علّق مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي قائلاً: إن "100 مليون هو رقم صارخ ومثير للقلق ويبعث على التفكير. إنه رقم ما كان يجب إطلاقًا الوصول إليه".
واعتبر من أن هذا الرقم "ينبغي أن يكون بمثابة دعوة للاستيقاظ لحل النزاعات المدمرة ومنعها، وإنهاء الاضطهاد، ومعالجة الأسباب الكامنة التي تجبر الأبرياء على الفرار من ديارهم".
وأشار غراندي إلى أن "الاستجابة الدولية حيال الأشخاص الفارين من الحرب في أوكرانيا إيجابية جدًا"، لافتًا إلى أن هناك حاجة "لتعبئة مماثلة في ما يتعلق بكل الأزمات الأخرى في العالم".
وشدد غراندي على أن "المساعدة الإنسانية ما هي إلا مسكّن وليست علاجًا"، مشددًا على أنه "من أجل عكس الاتجاه، فإن الرد الوحيد هو السلام والاستقرار حتى لا يضطر الأبرياء بعد الآن إلى الاختيار بين الخطر المباشر للصراع وبين صعوبة الفرار والنفي".
أما الأمين العام للمجلس النروجي للاجئين، يان إيغلاند، فأكّد أن الوضع في العالم "لم يكن بهذا السوء من قبل"، معتبرًا أن "العالم ينهار".